أسقطت شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة محافظة جدة أمس ثمانية أشخاص من الجنسية الباكستانية، شكلوا فيما بينهم عصابة لسرقة محال تجارية ومنازل في حي قويزة، مستغلين ما خلفته السيول من كوارث بيئية في الحي. وتلقت شعبة التحريات بلاغات متتالية من سكان قويزة عن سرقة منازلهم وسياراتهم، وتحركت الدوريات السرية لمراقبة الحي وتمكنت من إسقاطهم بعد نشر العشرات من رجال الأمن المدنيين والرسميين في مواقع متفرقة من الأحياء المنكوبة، وأحيل اللصوص إلى القضاء. ودرست وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس كيفية تنفيذ الجرائم في الأحياء دون إلقاء القبض على اللصوص، خاصة أن أفراد الجيش والدفاع الجوي يتمركزون في مخارج ومداخل الأحياء وينفذون عمليات تفتيش كبيرة. وركز تحقيق رجال التحريات والبحث الجنائي على تحديد مواقع السرقات ومعرفة نوعية المسروق منها ما ساهم في تضييق الخناق على اللصوص، إذ حددت المساحة بأقل من كيلو متر واحد وتمكن رجال البحث والتحري من اختراقه من بوابة مساعدة المتضررين. ونجح أحدهم في رصد وافد من جنسية آسيوية يتجول نهارا على عدد من المنازل والمحال التجارية بحجة تقديم المساعدة، لكنه يغادر الموقع خلال خمس دقائق بعد أن يتفحص كل الموجود حوله ما أثار الشبهات حوله، وراقبه رجل الأمن حتى دخل منزلا في حي قويزة. ومع حلول الليل تحرك الوافد بصحبة أربعة آخرين إلى محل تجاري لتقديم مساعدة إلى صاحبه وما إن دخلوا إليه شرعوا في حمل الأجهزة الكهربائية، منها أجهزة تكييف، وأوصلوها إلى منزلهم السابق. وفور تأكد رجال الأمن من ممارسات العصابة دهمت شرطة جدة الموقع وطوقوا المنزل لضبط جميع من بداخله وعثر بداخله على أجهزة كهربائية وقطع سيارات منزوعة وعليها آثار الطين والأتربة، إضافة إلى أجهزة جوال تبين أنهم حصلوا عليها من داخل المنازل المنكوبة. كما اتضح لرجال التحقيق أن أحد اللصوص السبعة كان يخرج لاختيار المحل التجاري أو المنزل الضحية، فيما يساعده الآخرون في تنفيذ السرقة، حيث يختار لهم المكان الأقرب بهدف سرعة حمل المسروقات إلى منزلهم الذي خصص لتجميعها فيه. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن ثلاثة من أفراد العصابة فقط يحملون إقامات نظامية، فيما الآخرون من المخالفين لنظام الإقامة والعمل. وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة جدة العقيد مسفر بن داخل الجعيد، أن التحقيق متواصل مع اللصوص، محذرا من إيواء المتخلفين ومشددا على ضرورة الإبلاغ عن المواقع المشتبه بها داخل الأحياء المتضررة. ولفت الجعيد إلى أن الأجهزة الأمنية في الأحياء المتضررة تعمل وفق منظومة واحدة، إذ تضم إلى جانب الشرطة الدوريات الأمنية، الجيش، الدفاع الجوي، الأمن الوقائي، والبحث الجنائي، موضحا أنه جرى إنشاء عدد من مراكز التفتيش داخل الأحياء. وأكد الناطق الإعلامي أن السلطات الأمنية أوقفت ما يزيد على 230 شخصا مشتبها بهم ويخضعون للتحقيق والتأكد من موقفهم.