و«فاطمة» لمن نسيها فتاة سعودية في عمر الزهور كانت تتنزه مع أسرتها في قلب كورنيش جدة الشمالي، عندما نزلت إلى البحر للسباحة، فجذبتها تيارات بعض مضخات تصريف المياه لتموت غرقا وتبقى جثتها مفقودة لعدة أيام قبل أن يعثر عليها؛ ليسدل الستار على مأساة أشغلت الرأي العام، لكن الستار على مأساة أسرتها لا يسدلها شيء لأن «فاطمة» ستبقى في وجدان أسرتها المكلومة التي كانت معاناتها مضاعفة، أولا لفقدان زهرتها التي لم يمهلها القدر لتتفتح ، و ثانيا للطريقة المأساوية التي فقدت بها !! «فاطمه» ضحية نفس الأخطاء التي تسببت في مآسي أحياء جدة الغريقة و إن اختلف الزمان و المكان، إنها ضحية أخرى لسوء التخطيط و الإدارة و القصور و الإهمال الذي جعل من شاطئ سياحي مصبا للتخلص من آثار القصور و الإهمال!! إن أسرة فاطمة أسرة بسيطة الحال، و إن فقدت فلذة كبدها فإنها لم تفقد إيمانها بقدر الله و اعتزازها بانتمائها لوطن لا يرخص فيه ثمن الإنسان بوجود ملك يعرف قدر أبنائه المواطنين، و لا يرضى بأن يكونوا ضحايا تقصير وإهمال من تجردوا من مسؤولياتهم و أهلية حمل أماناتهم !! عندما أمر الملك بصرف مليون ريال تعويضا لكل أسرة فقدت شهيدا في كارثة جدة كان يدرك أن أموال الدنيا كلها لا تعوض عن الأنفس الغالية، التي ذهبت في سيول الإهمال و التقصير ، و لكنها كانت تعبيرا عن وقفة إنسانية ترمز إلى مشاركة المليك في مصاب أبنائه !! «فاطمة» .. ضحية أخرى من ضحايا الإهمال و القصور وتستحق أن يشملها أمر التعويض الملكي، و أسرتها المكلومة تستحق أن تجد يدا حانية تمسح على حزنها، ولن تكون هناك يد أحن من يد ملك الإنسانية !! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة