تلبدت سماء أمس الأربعاء بالغيوم، وهطلت أمطار طفيفة في جدة ووضع سكان الأحياء العشرة الأشد خطرا أياديهم على قلوبهم خشية تجدد فجيعة الأربعاء. وظلت شرق جدة تترقب طوال النهار حركة السحب السوداء، وظل أحد المنكوبين بلا حراك أمام أطلال داره المنهارة قال بعيون دامعة وهو ينظر إلى سحابة سوداء «لم يبق شيء نخاف عليه، انتهى كل شيء، مضى أسبوع من الكارثة، أنا مستعد لاستقبال مزيد من الهطول أمام أنقاض بيتي لأعيش ذكرى أعزاء فقدتهم أمام عيني». سكان في قويزة والصواعد والبستان انشغلوا عن الأمطار والسيول المحتملة بالبحث عن فقدائهم وسط البحيرات وبين الركام وحطام بيوتهم، ولم تمنعهم المخاطر المحتملة مثل مطر قادم أو انهيار مبنى آيل للسقوط من استكمال التنقيب والحفر واستخدام حاسة الشم أو أية وسيلة تجمع شتاتهم بالمطمورين، ولكن آخرين في أحياء الفيضان دفعتهم مخاوف السماء الملبدة بالغيوم والسحب السوداء المتحركة إلى المغادرة، حاملين أمتعتهم على ظهورهم. يقول سليم الحربي «مهما كان حال اليوم لن يكون أسوأ من أربعاء السيل لننتظر ما تسفر عنه الساعات المقبلة». وسط الأجواء والمناخات القلقة والمقلقة استمرت فرق الانتشال والإنقاذ عملياتها الميدانية طوال أمس في قويزة والصواعد، وعثر الرجال الميدانيون على جثتين مطمورتين في مخطط المساعد ليرتفع ضحايا فيضان الأربعاء حتى لحظة إعداد التقرير إلى 108 بحسب المتحدث الرسمي في مديرية الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبد الله العمري، الذي أبلغ أن أعمال البحث عن المفقودين ستتواصل دون توقف، ويضيف مدير الدفاع المدني في جدة اللواء محمد الغامدي أن كافة أعمال المسح في حي قويزة مستمرة، كما تم نصب عدد من مراكز الإسناد والطوارئ في المحافظة. الجثث التي تم اكتشافها أمس استرشدت إليها السلطات المختصة بعد انبعاث روائح قرب أحد المساجد وأسفل بناية حديثة شرق الطريق السريع، وتتواصل عمليات التمشيط في البرحات البيضاء والبحيرات باستخدام الكلاب البوليسية.