جددت المملكة في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي اغتصبت أرضه وشرد أهله من قبل الكيان الإسرائيلي، والذي يوافق اليوم، موقفها الثابت والتاريخي في دعم القضية الفلسطينية على الصعد والمستويات كافة، وحل النزاع العربي الإسرائيلي وفق المبادرة العربية التي تنبني على انسحاب الاحتلال من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مقابل التطبيع مع إسرائيل. واضطلعت المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بدور بارز ومتميز لدعم الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة في جميع المحافل الدولية، فضلا عن تقديمها مختلف أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي للقضية الفلسطينية. وفي الذكرى الثانية والستين ليوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني والذي شرعته قرارات الأممالمتحدة عام 1947 في تأييدها لقيام الدولة الفلسطينية، كانت ولا زالت قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة على أرضه محور التحرك السعودي على الصعد كافة، وفي جميع المناسبات الإقليمية والدولية. ولم تدخر المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز جهدا في سبيل تعزيز الحقوق الفلسطينية بشتى الوسائل وعبر مختلف السبل. وقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، عندما كان وليا للعهد من منطلق مسؤولياته العربية والإسلامية، تصورا للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من ثمانية مبادئ عرفت باسم مبادرة السلام العربية، إذ لاقت هذه المبادرة قبولا عربيا ودوليا وتبنتها القمة وأكدتها القمم العربية. وفي إطار المساندة والدعم المتواصل للقضية الفلسطينية، وجه خادم الحرمين الشريفين في يوليو عام 2006 بتخصيص منحة قدرها 250 مليون دولار للشعب الفلسطيني لتكون بدورها نواة لصندوق عربي دولي لإعمار فلسطين. وعندما شنت إسرائيل حربها الشرسة على قطاع غزة في نهاية ديسمبر 2008، بادر خادم الحرمين الشريفين إلى إجراء الاتصالات والمشاورات والاجتماع مع عدد من زعماء وقادة دول المنطقة والعالم حول الوضع في قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الشعب الفلسطيني هناك. وكان للملك عبد الله بن عبد العزيز موقف تاريخي في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية (قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة) التي عقدت في الكويت في يناير من هذا العام، إذ أعلن عن تجاوز مرحلة الخلافات بين العرب وأسس لبداية مرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك تقوم على قيم الوضوح والمصارحة والحرص على العمل الجماعي في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.