أدى جنود الوطن صباح أمس صلاة عيد الأضحى وانتشروا للمعايدة وتقديم الأضاحي، ليبدأوا تمركزهم على سفوح جبال الدود، والدخان، والرميح، على الخطوط الأمامية للمواجهة، متأهبين لمواجهة المعتدين على حدود الوطن مرددين لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك. «عكاظ» شاركت حماة الديار أمس وقفتهم على الخطوط الأمامية وصعدت معهم على سفوح جبل الدخان وهم يحملون أسلحتهم لا تفرق بينهم رتبة عسكرية ويقبعون خلف أكياس الرمال يقتنصون العدو المتسلل إلى أرض الوطن، ويحددون أهدافهم قبل أن يباغتهم بالاعتداء. وأمام حركة من يد قائد المجموعة يصمت الجميع ويطلب منا الإنصات، فقد حان وقت القذف المدفعي لتتزامن معها أولى خطوات العمليات العسكرية للخطوط الخلفية. تأهب الجميع لأخذ مواقعهم يحملون النواظير خلف القناصة ويتهامسون في تحركات أدركنا أنها تكتيكات عسكرية لا يؤثر أحدهما على الآخر والهدف تطبيق خطة أعدت من قبل لتنفيذها في مواقع متعددة. يحدق الجنود بأنظارهم إلى السماء وتتوقف أصوات المدفعية التي دكت أهدافها في منطقة القتل والجبال ذات التضاريس الشاهقة، لتبدأ مرحلة صقور الصحراء، حيث طائرات الأباتاشي تبدأ التحليق في الجو وتتوقف أسرابها بمحاذاة الجبل لتطلق قذائفها على المواقع التي حددت إحداثياتها بكل مهارة واقتدار وتغطي سحابات الدخان الطائرات التي تغادر مواقعها في لمحة بصر. وعلى الأرض يهتف الجميع «الله أكبر» معلنين بذلك نجاح مهمات يوم العيد المبارك، إذ أكد ل «عكاظ» أحد ضباط الموقع على الخط الأمامي للجبهة «بأننا منصورون، وكل يوم يمر ونرد فيه المعتدي يعتبر يوم نصر بالنسبة لنا». وهنا اقترب قائد الميدان وطلب منا المغادرة الفورية، مرددا بأعلى صوته إن الموقع معرض للاستهداف، ونقلنا إلى مكان آخر، لا يقل فيه العمل عن سابقه، إذ وجدنا المعنويات مرتفعة، والأبطال يسطرون النجاحات من جبل لآخر، يعملون ليل نهار لصد الاعتداء والمتسللين واضعين نصب أعينهم الشهادة والنصر. وتابعت «عكاظ» العمليات العسكرية والعمل الاحترافي المتكامل بين صقور الجو وفرسان المشاة والقناصة وأبطال المدفعية، ورصدت مدى التناغم الكبير بين جميع قطاعاتنا المسلحة لاصطياد العدو وإنهاك قواه قبل أن يعتدي على الأرض ويدنسها بأعماله الإجرامية. وأبلغ «عكاظ» قائد ميداني أن عملية صباح العيد تلاها تمشيط ميداني في القرى السكنية التي قد تتسلل لها العصابات المخربة وتعبث في المنازل التي أخليت وتستخدمها دروعا بشرية للمقاومة، فيما تعمل فرق كبيرة من القوات المسلحة لحماية المنازل وتعقب الفلول الهاربة والقضاء عليها بالاستسلام أو القتل.