كشف طيارو الطلعات الجوية في القوات المسلحة أمس حيلا جديدة للعصابات المخربة على سفوح الجبال التي تتحصن فيها، مستغلة تضاريسها الوعرة وكثافة أشجارها وسهولة الاختباء فيها. وأكد ل «عكاظ» مصدر عسكري ميداني أن قائد إحدى طائرات الأباتشي لاحظ أثناء طلعاته الجوية فوق جبل الدخان أشجارا تتحرك بطريقة مريبة ولم يعطها أدنى اهتمام، لكنه حدد إحداثياتها بدقة وانسحب من موقعه ليعطي العدو فرصته في التأكد من عدم رصده. ويتابع المصدر أن الطيار عاد بعد قليل إلى الموقع نفسه وشاهد الأشجار تتحرك ما جعله يحدد هدفه بدقة ويبدأ قصفه للموقع على تلك الأشجار، التي تبين أنها عبارة عن عناصر من المخربين حاولوا الاختباء تحت أغصان الأشجار. ويزيد المصدر أن مربع المساحة التي قصفها الطيار اتضح أنها كانت تأوي العديد من العناصر المخربة، كما أنها موقع كبير لتخزين الأسلحة، إذ يجلس المخربون تحت أشجارها وتعتبر منطلقا لتحركاتهم العدوانية، مؤكدا أن تلك الأعمال لم يكتب لها النجاح بمجرد أن كشف صقور الجو السعودي ألاعيبهم وحيلهم. وفي شأن متصل، أوضح مصدر ل «عكاظ» أن الفرق الميدانية في الجبال تتابع أهدافها عبر مناظير وضعت في مواقع متعددة على امتداد الشريط الحدودي في السهل والجبل، وتمرير المعلومات من الأرض إلى الجو للتعامل معها عبر غرف عمليات متحركة. ووقفت «عكاظ» ميدانيا أمس على تلة في جبل الدخان واستمعت إلى شرح من الجنود المرابطين على الخطوط الأمامية عن أبرز المهمات في الموقع، إذ تجد القناصة يصطادون أهدافهم من مسافات بعيدة ويقف إلى جوارهم زملاء مهمتهم في الرصد عبر المناظير والكاميرات الحرارية. ويتعامل الجنود في الصفوف الأمامية مع الأوضاع على الجبال بدقة وحذر، إذ لا صوت فيه إلا للرصاص والحيوانات البرية، لتبدو الصورة واضحة مع ما أكده في وقت سابق صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بأن المواجهات عمليات كر وفر وحرب جبلية للعصابات المتسللة. والمراقب للأحداث في الميدان من أعالي الجبال يلاحظ مدى التناغم الكبير في تحريك الآليات بشكل سريع ومكثف، وهذا ما كان ليظهر أثناء الدخول إلى قرية الغاوية التي يرتفع فيها صوت الأذان لتتوقف أصوات المدفعية. وأكد ل «عكاظ» أحد رجال القناصة أن المرابطين على الحدود لم يسمحوا لبيوت الله أن تهجر، إذ تجد الصلاة تقام في جميع مساجد تلك القرى، فيما الحراسة مشددة عليها كيلا يستغل العدو وقت الفرض للهجوم، مضيفا أنه بمجرد انتهاء الصلاة تعود قذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة لدك حصون العناصر المخربة وتفتيت تحصناتهم في الجبال.