أعلن وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة في مشعر منى البارحة أن الوضع الصحي للحجاج مطمئن ومستقر، ولم تتجاوز الإصابات بالفيروس 76 حالة. وطمأن الوزير إلى أن درجة حرارة الجو في المشاعر لا تحفز على انتشار فيروس انفلونزا الخنازير، بالنظر أن درجة الحرارة الحالية مقبولة. هنا بعض مما دار في المؤتمر الصحافي لوزير الصحة البارحة في منى: * هاجس انفلونزا الخنازير، ما آخر نتائج التسجيل الآلي الإلكتروني للمرض عن طريق الأقمار الصناعية في المشاعر المقدسة؟ التسجيل الآلي الإلكتروني مفيدا جدا وسيكون رافدا لنا في السنوات المقبلة، ونرصد كل الأمراض عبر الأقمار الصناعية كباقي الأوبئة، وستجري أبحاث حتى تصبح استعداداتنا المستقبلية أكبر وأكثر منهجية، وتكون دافعا لوضع سياسة وقاية للمستقبل، ومؤشرات المرض لا تحمل أي قلق، ولن نرى تغيرا جديدا في ظل وجود احتمالية ارتفاع أرقام المصابين بالفيروس، ولكن لن تكون مقلقة. * هل هناك رابط بين فيروس انفلونزا الخنازير وهطول الأمطار في موسم الحج، وهل هي بيئة خصبة لانتقال العدوى؟ لا يوجد رابط بين المرض وفيروس انفلونزا الخنازير، ومن المعروف أن ارتفاع درجة البرودة يزيد من حالات الإصابة بالالتهابات، ولكن لا زالت درجة الحرارة مقبولة وليست هناك برودة في جو المشاعر، ومع ذلك نحن على استعداد حيث طبقنا هذا العام 37 فرقة من الطب الوقائي تتابع المخيمات وتنسق مع البعثات الطبية لفحص الحالات في مخيماتهم لضمان التشخيص، ومشكلاتنا التأخر في التشخيص كما حصل في الحالات التي أصيبت سابقا. * يرفض بعض الحجاج تناول لقاح أنفلونزا الخنازير قبل مغادرة بلدانهم في رحلة الحج، هل الوزارة تشترط تناول اللقاح للراغبين في الحج؟ توصي سياسة المملكة وبشدة عبر وزارة الصحة والهيئات العلمية العالمية أن يجري تطعيم، ولن تجبر الوزارة أحدا بتناول اللقاح لا من حجاج الداخل ولا من حجاج الخارج، وبالنسبة لحجاج الخارج حملنا وزارات الصحة مسؤولية مواطني بلدانهم، ونعتقد أن كل وزارة في الدول مسؤولة عن حجاجها لذلك يجب أن تتحمل كل وزارة مسؤولية حجاجها، أما بالنسبة لحجاج الداخل فقد أوصينا مرارا. وبدأت الوزارة بأخذ اللقاح من المسؤولين وطمأنة الحجاج، وكررنا ذلك عبر وسائل الإعلام ولكن من التجاوب لا يمكن أن نمنع حاجا فريضة دينية لأنه لم يأخذ لقاح لأن هذه السياسة لم تعتمدها وزارة الصحة . * هل المملكة قادرة عن مواجهة أزمة انتشار الفيروس بين الحجاج فيما لو حدث ذلك؟ المملكة واثقة بخبرتها في وزاراتها بما فيها وزارة الصحة لما تضمه من قيادات، وأعتقد أن وزارة الصحة اكتسبت خبرة على مدى السنوات الماضية في مواجهة أمراض ربما تكون أشد ضراوة من هذا الوباء، وشهد الحج منذ سنوات انتشار أمراض خطرة وأوبئة فتاكة، ومع ذلك لم يتم إيقاف الحج ولم تقلل من نسب الحجاج. * وضعت وزارة الصحة 300 جهاز للتنفس الصناعي المتطور لعلاج الحالات المصابة بانفلونزا الخنازير، كيف وفرت ودربت الكوارد الطبية بهذه السرعة ؟ هذه الأجهزة تعمل لعلاج الحالات المستعصية في التنفس، وستستخدم لكل صعوبات التنفس، وهذه الأجهزة لا توجد إلا في القليل من المستشفيات المتقدمة في العالم، ولوحظ أن بعض الحالات المصابة بالفيروس المستعصية تنتهي بتصلب في الرئه ولا يستطيع جهاز التنفس الصناعي العادي أن يعطي الأكسجين اللازم للمريض، والأجهزة تعطي ترددات عالية تسمي "الجيت" بحيث توصل الأكسجين إلى الرئة المتصلبة، ووجهت الدول وزارة الصحة بإحضار الأدوية والكواشف والأجهزة اللازمة، ومن هذا المنطلق باشرت الوزارة الاتصال بالشركات مباشرة وشراء هذه الأجهزة بصفة سريعة، وكان هناك تجاوب دولي عالمي مع المملكة في توفير اللقاح والأجهزة بحكم الحج فكان التوريد بطريقة سريعة ومرنة أكثر من السابق، أما بالنسبة للتدريب نعلم أن الجهاز بدون تدريب ليس له قيمة. وقبل موسم الحج أخذت قيادات العناية المركزة وقيادات التمريض، وجرى تدريبهم على هذه الأجهزة، ثم في موسم الحج ولمدة يومين دربت كوادر التمريض والأطباء على الأجهزة. ووفر 300 جهاز ونعلم أننا لسنا في حاجة لها، حيث لم نستخدم سوى جهاز واحد فقط حتى الآن، وستكون ركيزة لجميع مستشفيات وزارة الصحة في كافة المناطق بعد انتهاء موسم الحج لحالات التنفس الصعبة، وتعطي تقنية عالية لمراكز العناية المركزة. * ألزمت وزارة الحج شركات حجاج الداخل بتوفير كوادر طبية في المخيمات، إلى أي مدى تقيمون التزام الشركات ؟ وكيف تم تأمين الكوادر الطبية؟ أشيد بالتنسيق بين وزارة الحج ووزارة الصحة وجاءت هذه التوصية من وزارة الصحة وطبقتها وزارة الحج حرصا على سلامة حجاج الداخل، وكذلك حجاج الخارج ممثلين في البعثات الطبية، وجرى تأمين الكوادر الطبية من داخل المملكة وخارجها، وحسب علمي لم تستثن أي من الشركات وجميعهم التزموا بتوفير كوادر طبية مؤهلة، وقدم لنا منذ يومين طلب استثناء ورفضنا قبوله، ولم تستثن وزارة الحج أيا من الشركات. * تضم مستشفيات المشاعر المقدسة أجهزة طبية متطورة تضاهي مستشفيات عالمية على الرغم من أنها لا تعمل سوى خمسة أيام، أليس هناك تفكير لاستغلالها طوال العام لتقديم الخدمات الطبية لمواطني مكةالمكرمة وزوارها ؟ دائما هذه الخطط تدرس في وزارة الصحة وتراجع، ولكن دائما نحن نحرص على أن لا ينتفي الهدف الذي أسست من أجله وسيكون محرجا للمملكة لو أتى موسم الحج ولا يوجد في هذه المستشفيات أسرة، ولكن الأجمل هناك مشاريع في مكةالمكرمة سينطلق أحدها السبت المقبل، ولن نحتاج لهذه المستشفيات ولكن في خططنا لو احتجنا لها لن نتوانى عن استخدامها. * بصراحة كيف تتعاملون مع الصعوبات التي تصادفت مع توليكم منصب الوزير في أزمتين حقيقيتين تتمثلان في انتشار حمى الضنك في مكةالمكرمة وفيروس انفلونزا الخنازير على مستوى المملكة؟ أولا: وزارة الصحة معرضة لمواجهة الأزمات وفيها من الخبرة ما جعل عملي أسهل بكثير وهم من مكاسب الوطن نساء ورجالا، وصحيح أن وزارتي بدأت بأزمتين ولكن لم تثنيا الوزارة عن خطط هامة ربما لم تعط حقها في الإعلام وسترونها في المستقبل. وكانت أزمة حمى الضنك أزمة كبيرة ووضع لها خطة متميزة، وعتبي على وسائل الإعلام التي أبرزت حالات الإصابة بمرض حمى الضنك في صفحاتها الأولى وتجاهلت عندما نجحت الخطة، ولكن لم نر سطرا واحدا عن النجاح ولنا الآن أسابيع طويلة الحالات المسجلة في حمى الضنك في مكةالمكرمة صفر. وهذا إنجاز ليس لوزارة الصحة فقط بل للشركاء من كافة الجهات، والجميل في التجربة توحيد العمل من خلال آلية مشتركة وفريق عمل واحد وطبق مثالا يحتذى به. وندرس حاليا نشر التجربة علميا لأنها فريدة في العالم ونجاح للمملكة وليس لوزارة الصحة. ثانيا: بالنسبة لانفلونزا الخنازير،أعتقد أن المملكة سجلت نجاحات من خلال توحيد جهودها والتعامل مع الأزمات وتطبيق الآلية العلمية والتناغم بين مناطق المملكة والشفافية مع وسائل الإعلام، وجاءتنا توجيهات من القيادة لنكون شفافين وهذا سيكون نهج الوزارة. * مدينة الملك عبد الله الطبية تنطلق السبت المقبل، كيف تثمنون الانطلاقة الطبية الكبيرة؟ باسم وزارة الصحة والعاملين في القطاع الصحي وباسم أهالي مكة وكل مواطن سعودي نثمن هذا التشريف الكبير من خادم الحرمين الشريفين، ونثمن زيارته الكريمة وهي تاج فوق رؤوسنا والتي تدل على حرصه. وهذه المدينة هدية ثمينة لهذه المنطقة الغالية وسترونها عندما توضح تفاصيلها وستكون أحد المراجع الطبية في القطاع الغربي وستحدث نقلة نوعية. * توجه اتهامات لوزارة الصحة بالتقصير رغم ما تبذله من خدمات طبية في موسم الحج، هل لدى الوزارة قراءة أرقام لما ينفق في خدمة حجاج بيت الله الحرام؟ بدأنا هذا العام رصد كل ما ينفق في موسم الحج على الخدمات الصحية لضيوف الرحمن ولا يمكن الكشف عنها إلا عقب انتهاء موسم الحج، والكلفة التي تصرف على الحاج كبيرة جدا، و18 ألف عامل يعملون في موسم الحج مجندين لخدمات ضيوف الرحمن، وهناك علاج بكميات مهولة وأجهزة ومستشفيات. والمملكة تنفق على الحج مبالغ طائلة، وكما ذكر النائب الثاني أن ما تنفقه المملكة على الحج أضعاف ما يستفيد منه المواطن السعودي. * ذكرت شركة مصنعة للقاح انفلونزا الخنازير أن اللقاح يسبب حساسية مزمنة، كيف تلقيتم هذا النبأ، وماذا عن تطمين الوزارة للمواطنين والحجاج في المملكة؟ ذكرت إحدى الشركات المصنعة أن مجموعة ما يسمى "البات" فيها 160 ألف جرعة، واكتشفت الشركة المصنعة بعض الحساسية الناتجه عن اللقاح الذي أرسل إلى كندا. وطلبت الشركة من كندا إيقاف اللقاح بها، وأوقفت الدولة اللقاح في كندا، ولكن في المقابل أكثر من 60 مليونا أخذوا اللقاح، ولم تحدث لهم مضاعفات بمن فيهم محدثكم، والوضع آمن وسليم، ولازلنا نوصي بأخذ اللقاح لأن مشاكل عدم أخذ اللقاح أكبر. * وزراة الصحة شكلت أخيرا مجلسا استشاريا عالميا، وتعهدتهم في ستة أشهر تمكين المواطن من الحصول على سرير في مستشفيات المملكة، وأثير في الرأي العام أن المواطنين لا يزالون ينتظرون دورهم في الحصول على سرير في المستشفيات، هل من خطة استراتيجية للوزارة؟ لم أصرح بأن مشكلة الأسرة ستحل بعد ستة أشهر، أحد الكتاب حور الخبر، وقلت أوجدنا برامج قد تقلل من مشكلة عدم توفر الأسرة، وهناك نتائج مرضية، وعشنا انتشار انفلونزا الخنازير ومع ذلك سترون تحسنا عندما تعلن عنها الوزارة. ولكن لم نقل سوف نحلها والدول المتقدمة تعاني من مشكلة في توفر الأسرة، وسوف تحل لدينا تدريجيا، ووزارة الصحة أعلنت خطتين والوزير امتداد للوزير الذي سبقه وأنا وزير في بلد واحد، وأعلنت الخطة بشكل مفصل، وعرضت على خادم الحرمين الشريفين، وشارك في إعدادها خبراء من العالم، ووزارة الصحة لا تأخذ سوى 22 في المائة، من ميزانية الدولة وما تأخذه وزارة الصحة هو 6 في المائة من الميزانية العامة للدولة.