أحجمت الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية على السواء عن الحديث حول مصير صفقة تبادل الأسرى، وفي هذا الصدد تبحث الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس وتبعاتها الاستراتيجية في الجانب الفلسطيني. وقالت صحيفة «هآرتس» أمس إنه يتوقع أن تقدم حماس وإسرائيل ردهما على «مقترحات تسوية» طرحها المسؤول في المخابرات الألمانية (الوسيط في صفقة التبادل بين الجانبين) وأنه هو الذي يفرض الجدول الزمني للصفقة. ولفتت الصحيفة إلى أن التكتيك الذي يتبعه الوسيط الألماني أثبت نجاحه خلال المفاوضات حول تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله في الماضي، وأنه يوجه تهديدا مبطنا إلى حماس وإسرائيل بالانسحاب من جهود الوساطة، في حال عدم التوصل إلى صفقة والإعلان عن الجانب الذي يتمسك بمواقفه الأولية ويرفض التراجع عنها. ويظهر من التقارير العديدة، التي جرى نشرها أخيرا في وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية، أن المسؤول الألماني طرح على الجانبين اقتراح التسوية النهائي، وأنه ينتظر ردهما خلال اليومين المقبلين دون أن يجري الإعلان رسميا عن مضمون التسوية. وقالت هآرتس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى التأكد من أن غالبية الوزراء في حكومته يؤيدونه، رغم أن مساعديه تأكدوا من وجود تأييد كهذا من خلال استطلاعهم لآراء الوزراء. واعتبرت الصحيفة أن الجانب الذي سيحسم مسألة التوصل إلى صفقة تبادل هو حماس، وتحديدا رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الذي يتوقع أن يكون قد التقى مع وفد قيادتها من قطاع غزة واطلع على الاقتراح النهائي للصفقة. وأضافت أنه في حال وصول رد إيجابي من حماس، فإن الحكومة الإسرائيلية ستناقش الصفقة وتصادق عليها وتمنح مهلة 48 ساعة لتقديم الاعتراضات عليها في المحكمة العليا الإسرائيلية ومن ثم الانتقال إلى تنفيذها. ورأت أن تنفيذ الصفقة سينطوي على تبعات استراتيجية بالغة الأهمية في الجانب الفلسطيني، خصوصا كونها تشمل الإفراج عن القيادي في حركة فتح الأسير مروان البرغوثي، حيث توقعت الصحيفة استنادا إلى تقديرات قياديين فلسطينيين أن يؤدي ذلك إلى تنحي الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن منصبه وإجراء انتخابات عامة يصل البرغوثي بعدها إلى رئاسة السلطة الفلسطينية. وأضافت الصحيفة أنه حتى معارضو البرغوثي داخل فتح يرون أنه لا يوجد قيادي آخر غيره في الحركة قادر على منافسة حماس في الانتخابات والفوز عليها خصوصا بعد صفقة التبادل، إضافة إلى أن البرغوثي يقيم علاقات جيدة مع قيادة حماس ويؤيد استمرار المقاومة إلى جانب المفاوضات مع إسرائيل، ومن شأن وصوله إلى رئاسة السلطة أن يعزز احتمالات المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام.