موقفي من كاميرات المراقبة مرتبط دائما بالإجابة على سؤال: (لماذا نضع الكاميرا؟) خصوصا أن الإجابة على هذا السؤال المهم هي التي تحدد إجابة السؤال الآخر: (أين نضع الكاميرا؟)، على سبيل المثال إذا كان الهدف من وجود الكاميرا هو مراقبة تسرب الموظفين في شركة كبرى فإن الكاميرا تكون عند المدخل أو في الممر الرئيسي، أما إذا كان الهدف تتبع خصوصياتهم فإنها سوف تكون مزروعة بشكل سري في مكاتبهم. ووجود كاميرات مراقبة في المدارس مرتبط بالإجابة على السؤالين السابقين: (لماذا.. وأين نضع الكاميرا؟)، وبين يدي قصتان حدثتا في مدرستين؛ الأولى منهما مدرسة للبنات في مكة والثانية مدرسة للبنين في الجبيل، القصة الأولى مفجعة وتؤكد خطورة غياب الكاميرات عن المدارس، أما القصة الثانية فهي مؤلمة وتؤكد خطورة وجود الكاميرات في المدارس!، وفي كلتا القصتين كان غياب إجابة السؤالين (لماذا وأين؟) هو الخطأ الرئيسي، فما رأيكم أن نبدأ بالفجيعة ونحلي بالألم؟!. حسنا، سأفترض أنكم وافقتم على هذا العرض المغري، وسأنقل لكم القصة الأولى على لسان طالبة جامعية تتلقى تدريبا ميدانيا في مدرسة بنات في مكة «حول تلميذة صغيرة في المرحلة الابتدائية تعرضت لتحرش جنسي من قبل حارس المدرسة السبعيني الذي اشترط عليها أن يربط حزام مريولها في غرفته مقابل سماحه بدخولها للمدرسة»، وهي قصة لا يمكن التثبت من صحتها لعدم وجود كاميرا. أتخيل أنكم رغم شعوركم بأهمية وجود الكاميرا لمنع هذه الحالات الشاذة، إلا أنكم لا توافقون على وجودها في مدرسة بنات، حيث سيتسبب ذلك في انتهاك خصوصية المعلمات، هنا تبرز أهمية السؤال (أين نضع الكاميرا؟)، والجواب هو أن يكون مكانها أمام مدخل غرفة الحارس، بالطبع لا أحد يوافق على وجودها داخل غرفته احتراما لخصوصيته، ولكن وجودها عند الباب يسجل مخالفة إدخال هذه الطفلة إلى الغرفة!. أما القصة الثانية؛ فهي مؤكدة ويسهل إثباتها بسبب وجود الصور الخاصة بمواقع الكاميرات في إحدى مدارس الجبيل، فقد كانت الإجابة على السؤال (لماذا) خاطئة تماما في هذه المدرسة، حيث وضعت الكاميرات لمراقبة أداء المعلمين!، ولهذا السبب تمت زراعتها في الفصول والممرات وغرف المعلمين فأصبح هؤلاء يعيشون تحت ضغط عصبي رهيب، بل إنهم أصبحوا محل تندر الطلبة بسبب خوفهم الفطري من عملية التجسس هذه، أما المدير فقد أصبح يتسلى بالمواقف المحرجة التي يتعرض لها أحد المعلمين بسبب إصابته بعيب خلقي، والجزء المؤلم في هذه القصة أن المدير يقوم بحفظ هذه المواقف في ملف خاص للتندر عليها في وقت الفراغ!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة