ماذا يدور في الجبهة بين الجنود؟ سؤال يتقافز إلى أذهان المتابعين لحرب جبل دخان، المقاتلون السعوديون يسجلون نجاحات غير مسبوقة ويسطرون ملاحم تطير أخبارهم إلى الجهات الأربع. كيف يقضون أوقاتهم؟ في الخط الأول من المواجهات يتمركز المقاتلون في مواقع استراتيجية وعلى الرغم من ذلك لا تغيب الدعابة وترديد الأهازيج بينهم وتشجيع بعضهم البعض. وبتنظيم دقيق يتبادل الجنود والضباط المواقع لتأدية الصلاة فلا يتوقف الجنود من تأدية واجباتهم الدينية، يعود الرجال لأخذ موقهم بشجاعة فريدة يعززها الأيمان بالله، والإخلاص للوطن، والدفاع عن المبادئ السامية. يستريح الجندي أبو عبد الله بعد أن نفذ مهامه على الجبهة ويستل هاتفا محدثا زوجته: «الحمد لله نحن نؤدي واجبا ساميا، طمئنيني على الأولاد وهل اشتريتم ثياب عيد الأضحى». وفي ناحية أخرى يتحلق الجنود يتبادلون النكات والمداعبات وكأن الوضع ليس حربا مواجهين من يسألهم أثناء راحتهم بأنشودتهم الجديدة: «جبهة في الجبل ما هي بجبهة» قاصدين أن ما يواجهونه ليس حربا حقيقة، بل تصرفات جبانة لعصابات مخربة على حد وصفهم . من يقضي يوما في الجبهة يعرف ماذا يقدم الجندي السعودي من تضحيات فلا يستغرب حديث عن صديق أو أخ قدم روحه قبل دقائق فداء للوطن، وآخر فقد أحد اعضائه في عملية نفذت بكل اقتدار. يؤكد ضابط رفيع يدير العمليات في المعركة: «الجندي السعودي في هذه المواجهات قدم عملا بطوليا حقيقيا، وبحق يفخر من يعرف أفعالهم في ساحات القتال». تصل المؤن والتعزيزات باستمرار إلى عمق مواقع المقاتلين، والبعض يقضي أياما دون أن يأكل إذا كان في مواقع متقدمة، إذ أن معظم رجال القوات المسلحة مدربين للعمل بقوة في أقسى الظروف. أكثر ما يلفت نظر المتابع هي الروح المعنوية لرجال القوات المسلحة سواء كانت برية أو بحرية وحتى الجوية في تناسق عجيب استحقوا وصفهم بأنهم يعانقون السماء بمعنوياتهم المرتفعة، النابعة من اعتزازهم بوطنهم وإيمانهم بالمهمة التي ينفذونها.