ما الذي أصاب لعبة كرة القدم في دول مجلس التعاون في هذا الموسم من إخفاقات قد تكون غير طبيعية ومن الممكن أن تكون طبيعية، وإذا نظرنا إلى ما تملكه من إمكانيات مادية ومعنوية وكذلك الاستعانة بأفضل المدربين العالميين المخضرمين والاعتماد الواهم بأن النجوم الذين تم اختيارهم سوف يوصلوننا للمنافسة ليس مع كوكب الأرض ولكن مع الكواكب الأخرى وقد اختلفت وجهات النظر في جانب من الأوساط الرياضية المختلفة، حتى أهل العلم والمعرفة والحكماء والمتخصصون لم يشبعوا هذا الموضوع إشباعا متكاملا بوضع حلول ومقترحات مفيدة دون الحاجة إلى رمي الاتهامات (جزافا)، وهناك أسباب عدة جعلت أمثال هؤلاء يحاولون عدم الدخول في (المعمعة) الذي -حسب اعتقادهم- سوف تمس رموزا مهمة وشخصيات بارزة مما جعل الغالبية منهم يغرد خارج السرب ويوزن العبارات والكلمات حتى يكون محل الرضا، ولكن مع العلم فإن هذا يختلف مع رغبة الكثير من هذه الرموز التي ترحب بالنقد البناء الهادف الذي يعود بالمصلحة العامة وليس بغريب هذا السلوك من بعض الفئات المتسلقة على الإعلام التي لا تملك القدرة في الانضباط مع بعضهم فمن باب أولى بألا يقدموا شيئا مفيدا للمجتمع، والشارع العربي لديه القدرة على تشريح هذه السلبيات، وعلى سبيل المثال هناك كلام يقال بأن المدربين الأجانب الذين أوكلت إليهم المسؤوليات الفنية لم يكونوا مخلصين بالدرجة المطلوبة، مع العلم بأن بعضا منهم يملك مواهب متعددة في قراءة الملعب والقدرة على احتواء الأشياء ولكن الأمور غير واضحة، تظل هذه التهمة ثابتة إلى أن تثبت العكس، وكذلك النجوم يغلب عليهم المزاجية في التعاون المطلق مع زملائهم وعدم تقديرهم لأهمية الأحداث بهدف حب الذات والأنانية التي تصل إلى «الحسد والعياذ بالله» ولم يراع الغالبية منهم مصلحة الوطن التي هي فوق كل اعتبار، وهذا لسبب عدم توفر الثقافة الكاملة ومهما كانت المحاولات تبذل من أجل حل هذه السلبيات فإن «الطبع يغلب التطبع» إلا إذا حصل في المستقبل (معجزة) وشيء من التغيير، فهذا من عالم المستحيلات لأننا نحن أعرف وأفهم في أحوال (ربعنا) كونهم لا يملك الغالبية النفس الطويل إلا إذا حاولنا أن نبعدهم عن الإرهاصات والقيل والقال والسهر وما بينهما يعد هذا مستحيلا مع العلم أن (الجينات) بين اللاعب العربي والأوروبي واحدة ولكن الذي يفرق هو تعود الجينات منذ الصغر في العالم الأول على الانضباط والالتزام الذي ساعدهم على ذلك النهج التعليمي، كما على المعنيين في المنتخبات والأندية عدم التماس العذر والتعامل بكل صرامة وعدم ترك الأعمال على عواهنها، والشارع الرياضي العربي لم يعد يتحمل هذه الوخزات المؤلمة وأن التعليم والتربية الأسرية تتحمل جزءا كاملا من إيجاد أجيال تملك الحزم وتشعر بالمسؤولية. [email protected]