يجيد «التمظهر» يتقن التواجد في الزمان والمكان المناسبين إلا أن شأنه شأن أية مادة تشغل حيزا من الفراغ ظاهرها ممتلئ وربما أنيق أيضا، وجوهرها يفيض بالخواء، وقد يصادف لمواصفاته هذه بعض الأجواء المشجعة على العيش والتعايش، فيصول ويجول وربما يرتفع ويحلق وسط هذه الأجواء وفي حدودها وقدرات عناصرها إلا أنه كان يفوقها بما ذكر من المقومات خاصة تلك التي يلعب فيها الهواء والضغط الجوي دورا كبيرا في تحليق «بعض المواد». لكنه والمحصلة «طبيعية» لا يلبث أن يتعرى على حقيقته بمجرد أن تضعه الظروف في محيط مغاير محيط لا يقبل ببناء نجاحات هلامية، فهو محيط له من المعايير والمقومات والضوابط ما يتنافى مع الخواء، محيط يبني نجاحاته على المضمون والجوهر لا على التلون والتملق والمراوغة ولا «حربائية» العمل والتعامل. مثل هذا الصنف الحربائي من البشر عليه أن يعي بأن دوام الحال من المحال وأن ما قد يمنحه الظهور والتحليق في أجواء وأوقات مواتية لا يمكن أن تكفل له البقاء، ناهيك عن التحليق في أجواء تعلوها شمس الحقيقة وتسكنها مرتكزات الكفاءة والتميز، أجواء يسودها النقاء والشفافية، تستوجب منه أن يسارع قبل المغامرة بدخولها إلى مراجعة حساباته مع الذات ويقوم ما بداخله من اعوجاج، ويؤهل ذاته بدروس وأساليب هذا المحيط الإيجابي ما يكفل من خلاله إزاحة ما يسكنه من فراغ ومعالجة ما جبل عليه من سلوك، أما إذا استعصى عليه هذا فعليه أن يدرك بأن حالته وعلته من النوع المزمن الذي يتطلب إعادة تأهيل شامل ومكثف قد يسعفه به بعد التوفيق والعزيمة والدافعية والمثابرة والإصرار إذا توفر في شريط العمر ما يسمح له بذلك.. والله من وراء القصد. تأمل: والنفس من خيرها في خير عافية والنفس من شرها في مرتع وخم للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة