بكاء لا يتوقف خلف معسكر الدفاع المدني المرابط لخدمة النازحين في مركز الإيواء على الحدود السعودية اليمنية، أجبر المتواجدين في محيط الصوت للبحث عن مصدره، قبل أن يفاجئهم الفتى المتطوع لخدمة النازحين محمد حسين بقدومه عليهم، حاملا على ساعده طفلة لم تكمل ربيعها الثالث. وفي الوقت الذي كانت فيه دموع الطفلة تسابق دقات قلبها المتلهف على شيء فقدته للتو، بدأ محمد يسأل عن الطريقة التي يمكن أن يجد بها والدة الطفلة، وتعالت الاقتراحات بين الجالسين في المعسكر بالتنوع بين الدوران بها في المعسكر، أو النداء عبر مكبر الصوت بحثا عن أمها. وفي حين وجد رجال الدفاع المدني والإعلاميون الذين جذبهم الفضول الصحافي لمعرفة التفاصيل، صعوبة في معرفة اسم الطفلة جراء موجة البكاء التي انتابتها، سعوا لإخراجها من دائرة الخوف الذي تعيشه، لتتمكن الطفلة لاحقا من نطق اسمها على مسامعهم «اسمي.. هدى». حينها بدأت رحلة البحث للم شمل الطفلة وأمها، قبل أن ترصد عينا الزميل عبدالله الحارثي من فريق تغطية «عكاظ» امرأة تجوب عيناها المكان، وبعد سؤالها عن مبتغاها، أخبرها الحارثي عن مكان تواجد طفلتها، ما زاد سرعة انطلاقة المرأة صوب الخيمة التي آوت هدى. وكان مشهد التلاقي بين الأم وطفلتها أكثر دموعا من الصورة الأولى لضياع الطفلة، فالدموع بدأت تنهمر من جميع الأطراف، الأم، الطفلة، الحاضرين، وسط حالة صمت خالية من كل شيء إلا الدموع.