أفضى تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة إلى حدوث أزمة غير مسبوقة في العملية السلمية، جراء استمرار سياسة التعنت الإسرائيلي والتقاعس الأمريكي، الأمر الذي تمخض عن إعلان السلطة الفلسطينية رغبتها في تقديم طلب للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس إلى مجلس الأمن. وفيما قوبل قرار السلطة بغضب غربي، أكدت واشنطن رفضها أية خطوة فلسطينية أحادية الجانب لإعلان قيام دولة مستقلة، بينما حذر أعضاء في مجلس الشيوخ، الذين يزورون تل أبيب حاليا، من أن واشنطن ستستخدم حق النقض ضد أي إعلان فلسطيني للدولة في مجلس الأمن. وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إيان كيلي في معرض رده على سؤال إن كانت واشنطن تدعم مبادرة فلسطينية لتحقيق اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية، مجيبا: «لست على اطلاع بأنهم جاءوا إلينا بحثا عن رأينا أو موافقتنا». كما حذرت الحكومة الفرنسية من إعلان أحادي قد يضر بقيام الدولة الفلسطينية، بيد أن وزير الخارجية الفرنسي كوشنير حث الإسرائيليين في مقابلة صحافية نشرت أمس على قبول دولة فلسطينية بجوارهم، مذكرا أنهم ليسوا الوحيدين الذين يعيشون في المنطقة، فيما اعتبرت رئاسة الاتحاد الأوروبي -على لسان وزير الخارجية السويدي كارل بان- إعلان الطلب الفلسطيني سابقا لأوانه. في المقابل، أعلنت جامعة الدول العربية دعمها الكامل لقرار السلطة، طبقا لما جرى الاتفاق عليه في لجنة مبادرة السلام العربية والخطوات الواجب اتخاذها لقيام الدولة الفلسطينية على أساس خطوط الرابع من يونيو 1967. وأوضح المستشار هشام يوسف، مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية ل «عكاظ»، أن الجامعة لا تدعم فقط القرار، بل ستحشد إمكاناتها في الأممالمتحدة لتعزيز الطلب الفلسطيني، مؤكدا أن الأمانة العامة تجري اتصالات مع الدول الدول العربية لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لدعم الطلب الفلسطيني؛ بهدف اعتراف مجلس الأمن الدولي بقيام دولة فلسطينية مستقلة. وحول الرفض الغربي لطلب السلطة، استرسل أن «العرب يريدون اختبار نوايا الغرب»، وعما إذا كان بالفعل جادا في دعم الدولة الفلسطينية، موضحا أن الرفض يعني أن جميع الالتزامات الغربية الماضية كانت حبرا على ورق، ولم تك جادة ومخلصة. واستغرب مصدر رئاسي فلسطيني في تصريحات ل «عكاظ» معارضة واشنطن والاتحاد الأوروبي القرار، مشيرا إلى أن معارضتهما لإعلان الدولة يعني رفضهما لمرجعيات عملية السلام، بما فيها رؤية الرئيس رؤية لدولتين. وقال المصدر إن السلطة ماضية في مشروعها لطرح الحصول على الاعتراف بالدولة في مجلس الأمن «شاء من شاء وأبى من أبى»، موضحا أن نوايا الأصدقاء من الأعداء ستظهر في مجلس الأمن. وخلص إلى أنه ليس في نية القيادة الفلسطينية اتخاذ خطوات من جانب واحد، بل تريد الحصول على اعتراف دولي، بحدود الرابع من حزيران عام 1967 كحدود لدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.