تتابع الأوساط السياسية العربية باهتمام نتائج زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي التي بدأها للمملكة، باعتبار أن الرياض وباريس تمثلان ركن الزاوية في العلاقات العربية الأوروبية. وتحمل الزيارة في طياتها الكثير من المعطيات الإيجابية، فهي تؤكد من جديد على البعد السياسي القوي في العلاقات السعودية الفرنسية، وحرص البلدين على تعزيز الشراكة الاستراتجية؛ فضلا عن الآمال العربية العريضة المعلقة على الدور الفرنسي الفاعل والأكثر تأثيرا تجاه القضايا العربية والفلسطينية في المرحلة المقبلة، في ظل الصدمة وخيبة الأمل التي سادت الأوساط العربية، من التقاعس الأمريكي مع استمرار التعنت الإسرائيلي. مصدر سعودي أكد في حديث ل «عكاظ» أن زيارة الرئيس ساركوزي، ستعطي دفعة قوية للعلاقات السعودية الفرنسية، والعلاقات العربية الفرنسية، خاصة أن باريس دولة مؤثرة في نسيج الاتحاد الاوروبي ونسعى لتعزيز علاقاتنا مع الأوروبيين، بهدف تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة وإنشاء الدولة الفلسطنية وعاصمتها القدس. مصادر الإليزيه أكدت ل «عكاظ» أن الرئيس ساركوزي يؤكد دعم فرنسا لجميع الإجراءات التي اتخذتها المملكة للدفاع عن أراضيها وسيادتها، والوقوف بحزم ضد المتمردين بغية الحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها وردع المتسللين الذين حاولوا الدخول إلى أراضيها من الحدود اليمينة. وأن «الزيارة تعتبر فرصة لمراجعة التطورات التي تشهدها المنطقة والبحث حول إيجاد سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط». ويرى نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد حلي أن الجامعة تدعم أي تحرك سعودي لتقوية الموقف العربي، معربا عن أمله أن تساهم زيارة الرئيس ساركوزي إلى الرياض في إعطاء دفعة قوية لعميلة السلام المتعثرة والضغط على إسرائيل للالتزام بمرجعيات السلام وإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وكانت الزيارة التاريخية التي سجلها الملك فيصل بن عبد العزيز، رحمه الله، إلى فرنسا عام 67، وأجرى خلالها محادثات مكثفة مع الجنرال الراحل شارل دي غول، أسست لأرضية العلاقات السعودية الفرنسية.