طالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اسرائيل ب«تجميد تام» للنشاطات الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة، وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في الاليزيه. وأوضحت الرئاسة الفرنسية في بيان أعقب اجتماعاً لأكثر من ساعة بين ساركوزي ونتانياهو أن «رئيس الجمهورية دعا اسرائيل إلى أن تأخذ من دون تأخير كل الاجراءات الممكنة لتشجيع الثقة» مع الفلسطينيين، «بدءاً بالتجميد التام للنشاطات الاستيطانية، وكذلك بتحسين كبير لحرية الحركة والانتقال للسكان المدنيين الفلسطينيين». وبحث ساركوزي مع نتانياهو في قضية الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت الذي يحمل الجنسية الفرنسية وتحتجزه حركة «حماس» منذ ثلاث سنوات في قطاع غزة. وقال الرئيس الفرنسي إن الدولة العبرية تستحق ضمانات أمنية، وعرض المساعدة على تشكيل قوة دولية لضمان اتفاق سلام في الشرق الأوسط، مشدداً على أن «فرنسا لن تقبل أبداً بأنصاف الحلول في ما يتعلق بأمن اسرائيل». واعتبر الخطاب الأخير لرئيس الوزراء الاسرائيلي عن رؤيته للسلام مع الفلسطينيين، «خطوة رئيسية باتجاه الحل الوحيد المتمثل باقامة دولتين». وأبدى ساركوزي ونتانياهو قلقهما حيال ايران، إذ أكد الرئيس الفرنسي أن «احتمال ايران نووية غير مقبول». في المقابل، أكد نتانياهو للصحافيين في باحة قصر الاليزيه تعهده عدم بناء مستوطنات جديدة، لكنه جدد تمسكه بالسماح بمواصلة البناء في تلك القائمة حالياً. وقبل انتقاله الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي، كان رئيس الوزراء الاسرائيلي في روما حيث التقى رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني الذي تبنى خطته للسلام القاضية باقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح شرط الاعتراف بيهودية اسرائيل. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن نتانياهو قوله للصحافيين أثناء توجهه الى باريس إن «من الصعب العثور على صديق أفضل» من برلوسكوني. وفيما ذكرت تقارير اعلامية أن واشنطن ألغت الاجتماع المقرر بين نتانياهو والمبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط جورج ميتشل في باريس بعدما ارتأت أن «لا جدوى منه» بسبب تمسك الأول برفضه تجميد الاستيطان، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي إنه أرجأ اللقاء للسماح للبلدين بالعمل على «سلسلة تفاصيل»، على أن يلتقي وزير الدفاع ايهود باراك ميتشل في واشنطن الأسبوع المقبل. وأكد مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى يرافق رئيس الوزراء الاسرائيلي في زيارته لباريس أن تسوية الخلافات بين اسرائيل والولايات المتحدة على توسيع المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة ستتطلب «كثيراً من العمل الجاد للتوصل الى أرضية مشتركة». وعما ذكرته تقارير اعلامية اسرائيلية عن اقتراح ساركوزي عقد مؤتمر دولي للسلام، قالت أوساط فرنسية ل«الحياة» إن هذا الأمر غير مطروح حالياً لأن الأوضاع لم تتبلور بعد من أجل عقد مثل هذا المؤتمر. من جهته، سعى وزير الدفاع الاسرائيلي الى التقليل من شأن الخلاف الأميركي - الاسرائيلي على المستوطنات، مشيراً الى استعداد نتانياهو «للانضمام طواعية الى مبادرة سلام اقليمية». وقال إنه «في اطار حوار اقليمي موسع ومحادثات دون شروط مسبقة مع الفلسطينيين بهدف (حل) الدولتين لشعبين، سيجري التعامل مع قضية المستوطنات ببعدها المناسب. وأعتقد بأن في الامكان حلها في هذا الاطار». وفي هذا السياق، أكد وزراء الخارجية العرب في اجتماع استثنائي لهم في القاهرة «استعداد الجانب العربي للتعامل بايجابية مع طرح الرئيس أوباما لتسوية الصراع العربي - الإسرائيلي واتخاذ ما يلزم من خطوات لدعم التحرك الأميركي في هذا الاتجاه على أساس تحقيق السلام الشامل وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية». وفي بيان صدر قبل عقد المؤتمر الصحافي، قال وزراء الخارجية إن خطاب الرئيس الأميركي تضمن «عناصر ايجابية لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع العالمين العربي والاسلامي»، وأضافوا أنهم يتطلعون «إلى الإعلان عن الخطة الأميركية للسلام على كافة المسارات ضمن أطر زمنية محددة وآليات مناسبة للإشراف على عملية تنفيذ ومراقبة مدى تقيد الأطراف المعنية بالتزاماتها إزاء جهود تحقيق السلام في المنطقة». وتوقع موسى إعلان مثل هذه الخطة الأميركية خلال الأسابيع المقبلة.