أمام استنفاد السلطة الفلسطينية الخيارات كافة في الحصول على دولتهم المستقلة، وتهرب حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من استحقاقات السلام، تعكف حركة فتح على دراسة خيار المقاومة الشعبية ضد الاستيطان. وأكد عضو اللجنة المركزية للحركة محمد دحلان أمس، أن الحركة لا تستبعد خيار إعلان المقاومة الشعبية ضد الاستيطان في حال فشل الجهود الفلسطينية لاستصدار قرار عن مجلس الامن يعترف بالدولة الفلسطينية في حدود العام 1967. وأضاف في لقاء مع الصحافيين عقده في مكتبه في رام الله «أن وقت القرارات السياسية جاء، وسنخوض معركة دبلوماسية في مجلس الأمن من أجل دفعه لاستصدار قرار بإقامة الدولة الفلسطينية وتحديد حدودها على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو (حزيران) 1967».مشيرا إلى أن رفض الإدارة الأمريكية استصدار مثل هذا القرار يشكل انتكاسة جديدة، ونأمل ألا نرى فيتو أمريكيا. وتابع: إذا فشلت هذه الخطوة فسيكون لدينا بنك أفكار في التعامل مع المرحلة المقبلة. ورأى أن فشل الجهود الدبلوماسية داخل مجلس الأمن يفتح الباب أمام إعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد، فضلا عن تبني خيار المقاومة الشعبية ضد الاستيطان. وحول الانتخابات الرئاسية وأزمة الفراغ الرئاسي لم يستبعد دحلان أن يعمد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى التمديد للرئيس الفلسطيني محمود عباس في حال تعذر إجراء الانتخابات الرئاسية. وقال إن المجلس المركزي وهو الهيئة الوسيطة في منظمة التحرير الفلسطينية سيعقد «دورة اجتماعات الشهر المقبل في رام الله وسيناقش الخيارات التي تحول دون حدوث فراغ دستوري في النظام السياسي الفلسطيني، وأن إحدى هذه الخيارات التمديد للرئيس محمود عباس». من جهته، جدد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات سعي السلطة لرفع مطلبهم بالاستقلال إلى مجلس الأمن بهدف الحصول على الاعتراف الدولي بالدولة، موضحا أنه ليس هناك جدول زمني لهذه الخطوة الدبلوماسية. بدوره، دعا رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض مجلس الأمن إلى إصدار قرار واضح وملزم يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وقال فياض، إثر لقاء عقده مع أعضاء من الكونجرس الأمريكي في رام الله، إن الشعب الفلسطيني يريد قرارا واضحا وملزما يصدر عن مجلس الأمن الدولي يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. إلى ذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه لا بديل عن المفاوضات سبيلا لتحقيق السلام وإن أي خطوات يجريها الفلسطينيون من جانب واحد ستقضي على الاتفاقات السابقة. وأضاف، لا بديل عن المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، مشيرا إلى أنه أي طريق منفرد ليس من شأنه سوى أن يهدم إطار الاتفاقات بيننا وأن يؤدي إلى خطوات منفردة من جانب إسرائيل. هذا وكشف مصدر رئاسي فلسطيني ل «عكاظ» أن الرئيس أبومازن سيشرح خلال لقائه مع الرئيس حسني مبارك الاربعاء المقبل، أبعاد قراره عدم الترشح للانتخابات الرئاسية، وطبيعة الخطط التي من المتوقع أن يعلنها قريبا والمتعلقة بمستقبله السياسي، فضلا عن تداول مستجدات المصالحة الفلسطينية، والعوائق التي تضعها حركة حماس للوصول إلى وحدة وطنية حقيقية تنهي الانقسام الفلسطيني ومستقبل العملية السلمية على ضوء التقاعس الأمريكي والتعنت الإسرائيلي.