يا جماعة، حرب شعواء تدور بين تامر حسني وعمرو دياب!! فتامر حسني نجم الجيل الجديد يقول: إن عمرو دياب الأسطورة، يطارده في المنام، وعمرو دياب ينفي ويقول: من ذلك العيل الذي جاء اليوم يبارز تاريخ عمره عشرون سنة!! لكن الجمهور كان له موقف آخر وصريح، فقد قام معجبو عمرو دياب وفي إحدى حفلات تامر حسني بسبه علنا وعلى الهواء، والذي يبدو أنه قد حضرها خصيصا لهذا الغرض!! ولا ندري كيف عرف المطرب الفلاني أن الجمهور المشاغب هو جمهور الآخر.. هل هو بلون البشرة أم بلون الحذاء أم بالإحساس.. على أية حال هذا ما حدث ونحن نأسف ونشجب الحادثة!! وفي خليجنا كل من صعد على المسرح اتهم محمد عبده بأنه يحاربه وأنه يدس له سم الفئران في الأكل، ومحمد عبده ينكر ويقول: أنا عملاق ولا ألتفت للفئران!!. ورغم أن جاك ويلش لا يعرف تامر حسني أو محمد عبده، إلا أنه أثار نقطة هامة جدا من خلال تاريخه وخبرته ومقالاته في مجلة البيزنيس وييك، مشددا على خطورة التعددية الحزبية ومناقشة القضايا الشخصية والمعتقدات في أروقة العمل وتأثيرها السلبي على أداء فريق العمل، التي قد تؤدي إلى الشللية والتكتلات والتي هي من أكبر العوائق أمام فريق العمل. أما السيد المخضرم دال كارينجي، فقد ألف كتابه في سنة 1937 بعنوان: «كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس»؟ والذي لازال يطبع إلى اليوم رغم مرور ما يزيد على السبعين سنة من أثر الجدال السلبي على العلاقات الاجتماعية، والذي لا منتصر فيه أيا كان شكله ولونه وموقعه!! لكن ماذا سيقول هؤلاء، لو سنحت لهم الظروف حضور اجتماع الأمس الذي كان يعقد بين رئيسين لشركتين عريقتين في السوق المحلية، حيث كان الرئيس التنفيذي للشركة الأول عربيا مسلما ، والثاني عربيا مسيحي الديانة، لتكون النهاية كوميدية مؤلمة حين ألقى الأول قنبلته في وجه الآخر .. متسائلا: متى تعود لصوابك يا زميلنا العزيز وتعلن إسلامك؟.. هكذا أمام الملأ .. أمام عشرين موظفا وأوراق عمل وخطط متابعة ومطابقة!! أيليق هذا الحوار بالمكان والزمان، وقد كان يعقد في حضور أعلى قمة الهرم في كلتا الشركتين؟! يا ترى ماذا كان يتوقع الناصح الشهم؟! هل كان يحلم أن يرفع الرجل سبابته في مشهد مسرحي وترتجف يده وتسقط دموعه معلنا إسلامه على الملأ في صوت متهدج خاشع؟! ورغم سخافة الموقف، فقد تقبله أخونا الآخر الذكي مبتسما.. متمتما .. جميعنا مسلمون بالقلب، ليكمل الأول طامته بصوت جهور .. حين يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ستعرف أن الله حق.. وأخذ يضحك.. ولا ندري مدعاة الضحك في موقف يدعو للرثاء وللحزن؟!! لا نملك إلا أن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله .. يبقى السؤال المؤلم كيف تتحول ساحات العمل في شركاتنا الخاصة أو مؤسساتنا الحكومية إلى ساحة تشجيع وجدال عقيم، لتجد الموظف والمسؤول وقد وقف كل يجادل حول معتقداته وانتماءاته الفكرية ابتدء من أسخف العادات إلى جلها في حياة الفرد!! كيف تتحول ساحات العمل الداجية إلى ستاد وقاعة مناظرة لنقاش القناعات الشخصية، وكيف تتحول غرف اجتماعاتنا المغلقة إلى ساحات سجال بين الطرفين في مشهد سخيف من شأنه أن يبدد طاقة الفريق عن بكرة أبيه!!. أروقة العمل للعمل ولمواجهة تحديات السوق المخيفة، وليس لنقاش قضايا الحجاب ومشروعيته ما بين أنصار النقاب والبكيني!! ساحات العمل للعمل وليس للخصام حول مباراة وفريق وحكم مرتش ومطرب نشاز .. ورأي لا يمثل سوى صاحبه وفكره.. دمتم ودامت أوطاننا في ألف خير. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 241 مسافة ثم الرسالة