وجه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية باتخاذ كل ما يلزم لتوفير الرعاية للمواطنين النازحين والوافدين من أبناء القرى والمناطق الحدودية الجنوبية، والذين تم إخلاؤهم خلال العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة السعودية لمنع المتسللين. أوضح ذلك مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبد الله التويجري، مبينا أن النائب الثاني أشاد ببطولات القوات المسلحة وقوات الأمن الداخلي الباسلة في الذود عن حياض الوطن وحماية أمنه، ونقل التويجري عن الأمير نايف قوله «إن الوطن سيظل بعون الله وتوفيقه آمناً مطمئنا»، كما أكد على لجنة الطوارئ الموجودة حاليا والمسؤولة عن تنفيذ كافة تدابير الدفاع المدني تقديم كل ما يحقق راحة النازحين الذين تم تسكينهم في الفنادق والشقق المفروشة ومراكز الإيواء، ومراجعة مدى ملائمة المساكن، وتوافر كل احتياجات أبناء القرى النازحين من الغذاء والكساء والدواء، والإعانات المالية لقضاء حوائجهم. وأشار إلى أنه تم تخيير النازحين ما بين الإقامة في الفنادق والشقق المفروشة أو مراكز الإيواء، والتي تم تجهيزها بكل الإمكانات والمرافق أو الحصول على بدلات نقدية للسكن أينما شاءوا. وأضاف الفريق التويجري أن النائب الثاني شدد على ضرورة التنسيق مع إدارة التعليم لاستمرار الدراسة في كافة مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي لأبناء الأسر النازحة من الطلاب والطالبات في مدارس المناطق التي تم نقلهم إليها. وأوضح الفريق سعد عبد الله التويجري مدير عام الدفاع المدني حرص النائب الثاني على متابعة كل الخدمات المقدمة للمواطنين النازحين منذ بدء العمليات العسكرية في المناطق الحدودية، وتنفيذ كافة تدابير الدفاع المدني بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة من أجل توفير كل ما يحتاجونه من مستلزمات ضرورية عبر لجنة الطوارئ والتي تم تشكيلها لهذا الهدف. وأضاف أن توجيهات النائب الثاني تكشف مدى حرصه على راحة أبناء القرى النازحين وتوفير خدمات الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لحين عودتهم إلى قراهم وبيوتهم بمشيئة الله تعالى. وأشار إلى أن وحدات الدفاع المدني التي تعمل ضمن لجنة الطوارئ بادرت إلى تنفيذ كل ما تضمنه التوجيه الكريم، من خلال بحث دقيق لاحتياجات النازحين في مراكز الإيواء أو المساكن، وتوزيع كميات كبيرة من الغذاء والملابس والأغطية، إلى جانب الإعانات المالية والتي تم البدء في صرفها بصورة عاجلة، مؤكدا وجود تقدير كبير من قبل المواطنين النازحين لما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وما تقدمه من أجل راحتهم وتأمين سلامتهم. وأعرب الفريق التويجري عن تقديره لجهود جميع الوزارات والأجهزة الحكومية المشاركة في تنفيذ خطة الطوارئ في المناطق الحدودية وتقديم خدمات الرعاية للأسر النازحة والتي يزيد عددها عن 1400 أسرة، مشيرا إلى أن مستوى التنسيق والتعاون بين الأجهزة الحكومية في تقديم هذه الخدمات يأتي إنفاذا لتوجيهات ولاة الأمر في مملكة الإنسانية، ويجسد اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بأبناء المملكة في جميع الظروف وكافة المناطق. القبض على عناصر ميدانية مهمة على أيدي قيادات أمنية كشفت ل «عكاظ» مصادر عسكرية ميدانية عن تفاصيل عملية توغل لقيادات أمنية وصفها قادة ميدانيون بالشجاعة، إذ أثمرت عن القبض على عناصر مهمة في عصابات المتسللين في جبلي دخان والدود. وبالعودة إلى عملية الضباط، أوضحت المصادر أن العملية بدأت بدخول القيادات العسكرية إلى عمق منطقة تبادل إطلاق النار بسيارة مدنية إثر معلومات استخباراتية عن تسلل مجموعة من عصابات المتسللين. وكان في السيارة ثلاثة ضباط برتب: عميد، مقدم، ورائد، (تحتفظ «عكاظ» بالأسماء) تجولوا في ساحة المعركة لاستطلاع المنطقة ثلاث مرات، وفي الأخيرة أطلق المتسللون النار تجاههم، ما دفع الضباط إلى الترجل ومواجهة مصدر إطلاق النار. وتبادل الضباط إطلاق النار ونجا العميد من رصاصة صوبت تجاه غطاء الرأس (الخوذة)، وأثناء المواجهة انطلقت فرقتان من القوات المسلحة، وحرس الحدود وأمنتا غطاء للضباط، في الوقت الذي ضربت فيه طائرات الأباتشي المنطقة التي حاول أفراد عصابات المتسللين الهروب إليها ما دفعهم إلى مواجهة الضباط الذين أحكموا السيطرة على مسرح العملية. وأرغم الضباط الثلاثة المتسللين على الاستسلام في الوقت الذي ضرب فيه رجال القوات المسلحة وحرس الحدود طوقا ضيق الخناق على المتسللين. تكفل تربية أشقائه الأربعة بعد وفاة أبيه شهيد الواجب أحمد العمري .. رجل واجه الحياة في ساحات المعارك والمعيشة اليومية
آخر كلمات سمعها سعيد (8 سنوات) بصوت والده الشهيد الرقيب أحمد سعيد العمري الذي قضى نحبه في الأحداث الجارية على الشريط الحدودي بين المملكة واليمن «أحبك .. وسأعود بعد عدة أيام»، وانتهت المكالمة الهاتفية. هكذا يروي سعيد، وهو يحمل لعبته بين يديه، آخر ذكرى يحملها عن والده الذي التقت «عكاظ» بأبنائه وأشقائه في منزل العائلة الكائن في حي العزيزية في مكةالمكرمة البارحة، حيث اتضح أن أبطال الواجب لم تقتصر بطولاتهم في ساحات المعارك بل في ميادين الحياة العائلية عبر توليفة تعتمد الحنان والصدق والطاعة وعدم عقوق الوالدين. ويوضح شقيقه فهد أنه فقد الأب و الأخ و الصديق والرفيق، فقد تكفل بتربيته وبقية أشقائه بعد وفاة والدهم في حادث مروري قبل سنوات طويلة، مضيفا، «تحمل دينا كبيرا على كاهله بعد وفاة الوالد، و لكنه كان صامدا لا يطلب من أحدنا مساعدته، ويجاهد لدفع الدين دون حدوث نقصان في احتياجاتنا اليومية». يقول فهد، «آخر اتصال حصل بيننا كان قبل وفاته بيوم، وكنا موعودين بلقائه وتحقق الوعد اللقاء وهو محمول على الكفن لنقله إلى مثواه الأخير». واعتاد أحمد في أحلك الظروف المتمثلة في عمله في مدينة أخرى غير موقع سكن الأسرة في مكةالمكرمة، زيارة أشقائه بشكل شبه أسبوعي للوقوف على احتياجاتهم، وبالأخص أنه تولى مسؤوليتهم وهم صغار. فيما يروي شقيقه أحمد (24 سنة) تفاصيل آخر مكالمة جمعته بشقيقه أحمد، وبالتحديد قبل نبأ وفاته بمدة زمنية لا تتجاوز الست ساعات، حيث أوصاه نقل أبنائه من تبوك إلى مكة لأن مرابطته في مواقع العزة والشرف على الشريط الحدودي ستطول. ويقول شقيقه عبد الله (21 سنة)، إن زملاء أحمد على الجبهة أكدوا تكريره للشهادة مرتين قبل وفاته، مضيفا «كان بمثابة والدي، لم يقصر علي بشيء حتى أنه كان يواصلنا خاصة وأن المسافة طويلة إلا أنه لم يجعلنا نشعر ببعده عنا». الشهيد أحمد العمري تكفل طوال حياته بمعيشة أشقائه الأربعة فهد ومحمد وعبد الرحمن وعبد الله، وهو أب لأربعة أبناء، هم غدي وسعيد ولمار ورفال، وتتجاوز ديونه النصف مليون ريال، ويقطن في شقة للإيجار. فهد بن تركي يعزي والد الشهيد ومحافظ القنفذة ينقل مواساة خالد الفيصل والد العبدلي ل «عكاظ»: شكرا لله على وفاة ابني دفاعا عن الوطن عزى صاحب السمو الملكي الأمير اللواء فهد بن تركي بن عبدالعزيز قائد وحدات المظليين والقوات الخاصة أسرة شهيد الواجب عبدالله بن سعيد كمندار العبدلي الذي استشهد خلال عملية عسكرية لصد المتسللين على الشريط الحدودي في جنوب المملكة. ودعا الأمير اللواء فهد في اتصال مع سعيد كمندار العبدلي والد الشهيد أن يتغمد الله عبدالله برحمته وأن يكتبه مع الشهداء والصديقين والصالحين. كما نقل محافظ القنفذة فضاء البقمي تعازي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في استشهاد العبدلي وقال نقلا عن أمير المنطقة إن عبد الله ليس شهيدا لأسرته وإنما لكل أبناء وطنه الذي يفتخر بمن نال العزة والشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن. من جانبه، قال شيخ قبيلة العبادلة محمد العبدلي إنه وأفراد قبيلته على أتم الاستعداد للذود عن حياض الوطن والدفاع عن كل ذرة في ترابه الغالي. وأعرب والد الشهيد العبدلي عن فخره لاستشهاد ولده في ميادين القتال دفاعا عن وطنه وحماية حدوده من أن تدنسها أقدام المتسللين الغادرين والخائنين للدين والأمة. وأفاد أنه طلب من الأمير اللواء فهد بن تركي أثناء الاتصال بأن يرسل ابننا عبدالله إلى دياره لدفنه في قريته، وهو ما تحقق إذ وصل الشهيد بكامل زيه العسكري ويرافقه عدد من الضباط وصف الضباط وتسلمناه بحضور شيخ القبيلة محمد بن حسن العبادلة في وادي الأحسبة. وأضاف والد الشهيد أن ابنه كان يحضر لزفافه، إذ جهزنا قصر الأفراح وكان من المفترض أن يزف قبل وقوع الأحداث في الجنوب حيث اقترض 200 ألف ريال لإتمام زفافه، إلا أنه قرر تأجيل فرحه حتى عودته من الحرب الدائرة في الجنوب، لكن الله كتب له الشهادة قبل فرحه بزفافه. بدوره، أكد عم الشهيد اعتزازه باستشهاد ابن أخيه، مشيرا إلى أنه على استعداد للعودة إلى خدمة الوطن رغم كبره في السن «فكلنا وأبناؤنا فداء للوطن».