تؤكد دراسات أن حركة الأطفال داخل السيارة ومشاغباتهم وتركهم دون قيود، تشتت انتباه السائق وتقلل من درجة التركيز أثناء القيادة، وتؤدي أحيانا إلى الوقوع في المخالفات المرورية والتسبب في حوادث وخسائر بشرية ومادية. ويبدو أن الالتزام بقواعد السلامة المرورية داخل المركبات واستخدام مقاعد السلامة الخاصة بالأطفال، لا تدخل ضمن اهتمامات الأسر وقائدي المركبات في المملكة والوطن العربي بشكل عام، بل إن توافر وسائل السلامة في السيارة تحتل المرتبة الأخيرة لدى الكثير منهم، عند شراء السيارة، بعد ثمنها وتأديتها واستخدامها للمحروقات وشكلها وتوافر قطع غيارها. ويبدو أن المجتمع غير مقتنع باستخدام مقاعد السلامة للأطفال، وذلك بحسب استطلاع رأي قامت به «عكاظ»، وتبين من خلاله أن هناك إحجاما شبه تام عن توافر وسائل السلامة للأطفال، رغم أنها تأخذ مرتبة متقدمة لدى الدول الغربية. ويجهل الآباء والأمهات أهمية وجود المقاعد الخاصة بأطفالهم ودورها الأمني في السيارة، بل ويجهلون أنواع هذه المقاعد ومراحلها المناسبة لأعمار الأطفال من المواليد إلى سن 12. وعمليا، فإن جسم الطفل المقيد بمقعد يتوقف تدريجيا مع السيارة عند الارتطام، أما جسم الطفل غير المقيد، أو المقيد بشكل غير ملائم، يواصل تقدمه، بنفس سرعة السيارة حتى يصطدم بأرجائها الداخلية القاسية والحادة أو يندفع من خلال لوح الزجاج الأمامي ويلقى بقوة خارج السيارة. لكن الكثيرين من أرباب الأسر يجهلون هذه المعلومات، فتحول السيارة إلى مكان يعبر فيه الأطفال عن سعادتهم وحالتهم النفسية، متنقلين من مكان إلى آخر، يتسلون بالأكل والمشاجرات والصراخ، فيما يحول تخوف الأم من أن يجلس طفلها في المرتبة الخلفية على مقعد مخصص، فيكون مكانه بين يديها بالقرب من أجهزة وأدوات القيادة، بجانب السائق، مما قد يعطل حركة السائق ويشغله عن التعامل بسرعة وبديهة مع مفاجأة الحالات الطارئة. ويرى البعض أن مقاعد السلامة للأطفال نوع من الوجاهة والمظاهر الاجتماعية والتقليد الأعمى للبلاد الأوروبية، وأنها تستعمل للتفاخر وإضفاء شيء من «الاتيكيت» والمظهر الحضاري أمام المجتمع، وآخرون يرون أن المطالبة باستخدامها، مجرد حملة إعلانية تجارية، تروج لها وسائل الإعلام ليستفيد منها أصحاب الشركات المصنعة لمقاعد الأطفال والتي تتنافس لإنتاج كل جديد من المقاعد ذات الأشكال والألوان البراقة التي تغري الزبون. وحول ذلك، يؤكد مدير العلاقات العامة في مرور محافظة جدة الرائد زيد الحمزي، على أهمية مقاعد السلامة للأطفال داخل السيارة في حمايتهم من التدحرج داخل المركبة عند وقوع تصادم مفاجئ، إذ توزع قوة الصدمة على كامل المقعد فيما تحمي الوسادتان الجانبيتان الرأس والعنق من أثر الضربة والارتطام في حالة وقوع حادث، لا سمح الله. ويعترف رجل المرور أن هناك إهمالا كبيرا في ما يخص سلامة الأطفال في السيارات، لكنه يؤكد أن إدارة المرور تعمل كجهة مسؤولة على توعية المجتمع بأهمية السلامة المرورية، عن طريق الحملات المنتظمة، ويتم التركيز فيها على عدة أمور منها أهمية مقاعد الأطفال وربط حزام الأمان خاصة وأن مقاعد الأطفال تحتوي على أحزمة أمان لحماية الطفل.