دفعة واحدة تسلمت من النادي الأدبي الثقافي بجدة حزمة من الإصدارات التي احتوت على العديد من الموضوعات الثقافية والفكرية، وقد جاء في مقدمتها (علامات في النقد) في جزءين الثامن والستين والتاسع والستين، وقد تضمنت (ملتقى قراءة النص التاسع) تحت عنوان: (الرواية في الجزيرة العربية)، والواقع أن المحتوى يمثل سردا تاريخيا لأبطال الرواية من كتاب وشخوص، كما يجسد في الوقت نفسه اهتمام الوسط الثقافي بفكرة قراءة النص الذي يمثل نوعا من العطاء الإعلامي غير المسبوق. والإصدار الثاني هو (جذور ) في عددها الثامن والعشرين وهي مجلة فصلية تعنى بالتراث وقضاياه، وفي التقديم الذي كتبه الدكتور عاصم الحمدان يقول: في ضوء التقرير الذي أعلنته منظمة اليونسكو بشأن قلقها من انقراض اللغات، والذي ذكرت فيه أن نحو 2500 لغة قد انقرضت أو في طريقها للانقراض من بين 6000 لغة، تساءل عدد من الباحثين عن مصير اللغة العربية، وخصوصا في ظل تطور وسائل الاتصال ومنها الانترنت والذي أضحت فيه اللغة المحلية في المجتمعات العربية هي الوسيلة الأكثر انتشارا، بما يعني أنها حلت محل اللغة العربية الفصحى، ولعل مثل هذه التقارير هي التي حفزت بعض الدارسين والمهتمين بشأن اللغة العربية إلى ضرورة وجود قرار سياسي يجبر الجميع على استخدام اللغة العربية في جميع المجالات العلمية كباقي اللغات العالمية الأخرى. ولكن هل القرار السياسي وحده كاف لحماية اللغة العربية وصونها من الموت البطيء، أم أن عوامل أخرى يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند التصدي لمثل هذه القضية وفي مقدمتها مراجعة مناهج اللغة العربية في المؤسسات التعليمية بدءا من المرحلة الابتدائية وانتهاء بالمرحلة الجامعية. والواقع أن هذا صحيح، فإذا لم تكن المناهج ثرية بما يرسخ أصول اللغة في عقول وأفهام الناشئة مبكرا فإن كل محاولة بعدها لا تجدي. وفي الإصدار الثالث (عبقر ) وهي مجلة فصلية تعنى بالشعر وقضاياه وقد اشتملت على موضوعات تعالج قضايا الشعر إلى جانب مجموعة من القصائد التي كانت خاتمتها قصيدة معالي الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام والتي يقول في مطلعها: هل تعانين الذي يشجي ليالي ارتيابا واحتراقا مثل صبري ذاب في السهر عذابا كلما ما أمضت يا ليلاي صدا واحتجاجا حثني قلبي فزدت خطوا واقترابا * * * * ليس هذا الحب ما ألقاه بل محض جنون بعثر الآهات حري بين شوقي والظنون آه مما فعلت بالعمر هاتيك العيون واعدات بالأماني، صائدات كالمنون * * * * وأخيرا.. (الروابي) وهي دورية تعنى بالسرديات العربية. فتحية للنادي الأدبي الثقافي في جدة على نشاطه الواسع، مع تمنياتي بأن يكون ضمن هذا النشاط المتمثل في الإصدارات المتنوعة ما يتناسب ومستوى الفهم لدى ناشئة الأدب.. فهل إلى ذلك من سبيل؟. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة