من المؤكد أن الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي ليس هو «المفرد العلم»، ولكنه بكل تأكيد «علم» في الإدارة بالمناصب التي تولاها، كما هو «علم» في الساحات الأدبية محليا وعربيا بما كتبه من مؤلفات ومقالات معبرة، وقصائد شعرية محلقة، وقصص وروايات مبدعة. جريدة «الجزيرة» قدمت من خلال الكتاب الذي أعددته بعنوان : «الاستثناء غازي القصيبي .. شهادات ودراسات» صورة رائعة لمعالي الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي بما كتبه أكثر من سبعين أكاديميا، وباحثا، وكاتبا، وصحافيا «رجالا ونساء» من السعوديين والعرب والأجانب يمثلون أكثر من أربعة وعشرين بلدا. حصيلة متابعتهم مسيرة الدكتور غازي الشعرية والروائية والإبداعية والمقالية على مدى عطائه الممتد لأكثر من نصف قرن. ويقدم للكتاب أخي الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير «الجزيرة» فيقول بعد أن يتحدث عن العلاقة بينه وبين معالي الدكتور غازي: غازي القصيبي إذا مجموعة من المواهب والقدرات، فهو شاعر مجدد، وناقد متميز، وباحث متمكن في كل مجالات المعرفة، وهو الإداري الذي انتصر في كل معاركه، العنيد في حرصه وتمسكه والتزامه واهتمامه بكلمة الحق ومبادىء الخير ، ما لا يمكن أن يتهمه خصومه في مبادئه وإخلاصه وأمانته في كل الأعمال التي تولى مسؤولياتها، وهذا سر نجاحه وتفوقه، وهذا سبب كل هذه الشهرة الواسعة والسمعة الطيبة، والحديث الذي لا يتوقف في كل المحافل والمناسبات عن الوزير الأشهر لعدد من الوزارات والمواقع القيادية الأخرى. وأجمل ما في غازي القصيبي لغة التحدي التي يمارسها مع نفسه ومع غيره، وعدم الاستسلام لليأس، أو لمقولة: ليس في الإمكان أبدع مما كان، فهو في حركة دائمة من أجل أن ينزع من طريقه كل المثبطات والمعوقات، وصولا إلى تحقيق هدفه الحلم الذي اعتاد أن يفاجيء به الناس، دون أن يفكر في أصوات من هو معه أو ضده في خطواته المتسارعة، وهكذا كان الانطباع عنه في وزارات الكهرباء والصناعة والصحة والمياه والعمل وحين كان في سكة الحديد وجامعة الملك سعود وغيرهما. ولغة المفاجأة المدوية عند غازي القصيبي تكون حاضرة في شعره ومقالاته، كما هي في عمله بوزارته، فهو لا يكرر نفسه، ولا تخونه الظروف والمناسبات من أن يبتكر لغة شاعرية جديدة، فضلا عن أن يصطاد الفكرة والموضوع والمناسبة التي يعرف أن لها جمهورها وقراءها ومؤيديها، فتأتي كلمته وقصيدته عامرتين على ألسنة الجمهور لفترات متتابعة، بعضها يتحدث الناس عنها إلى اليوم رغم مضي سنوات طويلة على كتابته لها، وهي المفاجأة ذاتها المدوية في قراراته وأسلوبه في العمل لدى كل الوزارات والمؤسسات التي تبوأ قيادتها.. يأخذني الإعجاب والانبهار بما يكتبه غازي القصيبي من شعر ونثر، مما يخص به صحيفة «الجزيرة» تحديدا، سواء في فترتي الأولى أو الثانية من رئاستي لتحرير صحيفة «الجزيرة» فأجدني أمام هذا الانبهار أسير الاهتمام والعناية والإشراف بنفسي على صفها وتصحيحها وإخراجها، ضمن اهتمامي الشخصي بأن يشاركني الآخرون هذا الاحتفاء بما يكتبه الدكتور ويوجهه إلى الناس، وأزعم أن هذه العلاقة المخفية هي جزء من القيمة التي يتمتع بها فكر الرجل وسعة أفقه وتطور لغة البيان لديه، بما لا منافس له في الساحة الثقافية المحلية، فهو يكتب الشعر والرواية والقصة والمقالة الأدبية والسياسية والاقتصادية والتاريخية وحتى الدينية بتفوق كبير، ودواوينه الشعرية وكتبه ودراساته تتصدر معارض الكتب والمكتبات في مختلف دول العالم، وهي من بين أهم الكتب التي يتناوب النقاد والكتاب في سباق جميل من أجل الكتابة عنها. وإلى الغد لنقرأ ما يقول الدكتور غازي عن هذا الإصدار الذي يعنيه أكثر من غيره. فاكس: 6671094 [email protected] a للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة