ليس بدعا أن تنشأ خلافات بين الزوجة والزوج حينا بعد حين، فالحياة ليست كلها فرحا ولا هي أيضا في معظمها ترح. فالاختلاف في وجهات النظر أو في المطالب والإمكانات في الأسرة أو بين الزوج والزوجة قديم قدم التاريخ، ومما يروى أن أحد الصحابة رضوان الله عليهم نشب بينه وبين امرأته خلاف فذهب لمنزل الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أمل أن يشكو له حاله مع زوجته، وبعد أن طلب الإذن وصل إلى سمعه شجار بين الخليفة وزوجته فما كان منه إلا أن عاد أدراجه إلى منزله، لكن أمير المؤمنين لم يفلته فهذا من رعاياه وما طلب الإذن إلا وله قضية، وما يمكن لعمر الذي يقول: (لو أن دابة عثرت في أرض العراق لسئل عنها عمر )، أن يتجاهل أمر المواطن الذي ترك المقابلة ولم يدخل عليه فأرسل في طلبه وسأله عما جاء به سابقا ولماذا غادر ؟ فقال الصحابي: جئت أشكو إليك حالي مع زوجتي فسمعت خلافك مع زوجتك فعدت مستسلما للأمر الواقع محتملا غضب زوجتي وخلافها. فقال عمر رضي الله عنه: (البيوت لا تبنى بالحب فقط). وهذا في الواقع هو ما يجب أن يتفهمه المراهقون من الشباب والشيوخ الذين لا يطيقون اختلاف زوجاتهم معهم على الاطلاق، لدرجة أن يذهب بعضهم إلى مخاصمة أهل الدار أو اللجوء إلى الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله متناسيا ما يجب أن يكون حاله مع عشيرته من مودة ورحمة. فالحق سبحانه وتعالى يقول بسورة البقرة : (ولهن مثل الذي عليهن)، كما يقول عز من قائل في سورة النساء : (وعاشروهن بالمعروف). وعن أبي هريرة رضي الله عنه برواية الإمام مسلم رحمه الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يفرك أي لا يبغض مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر». وعنه أيضا برواية الإمام مسلم في صحيحه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن المرأة خلقت من ضلع لا تستقيم لك على طريقة .. فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها». كما روى الإمام الترمذي في سنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائه». وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي». لقد سقت هذه الآيات والأحاديث من بعد ما قرأت على الانترنت ارتفاع نسبة الطلاق بين المتزوجين من المراهقين حديثا إلى 36 في المائة وبين الكهلة من المراهقين أيضا إلى 17 في المائة، بالإضافة إلى ما يحدث من عنف أسري في كثير من البيوت التي لم تحسن تربية أفرادها من بنين وبنات.. وأنكى من هذا وذاك ما يقوم به بعض الأزواج من ضرب للزوجة، في الوقت الذي روى الإمام البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم»، ومما روته السيرة النبوية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل ذات يوم خادما له في حاجة فغاب نصف اليوم أو قرابة ذلك.. ويأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم، ما يأخذ كرام البشر من الغيظ ويظن من يراه أنه سينزل بالغلام حين يعود عقابا أليما. وحين يعود الغلام يلوح الرسول صلى الله عليه وسلم في وجهه بالسواك وهو يقول: «لولا خوف القصاص من الله لأوجعتك ضربا بهذا السواك». فداك أبي وأمي وأهلي ونفسي ومالي يا رسول الله ، وأنت تعلم البشرية أن القصاص لن يفلت منه أحد فهل من معتبر ؟!. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة