عادت الطفلة مريم (ستة أعوام) إلى سلاسلها الحديدية في منزل أسرتها في نجران مجددا، إثر إجبار مديرية الشؤون الصحية في المنطقة والد مريم على استلام ابنته من مستشفى الصحة النفسية بواسطة الشرطة. ورصدت «عكاظ» أمس مريم مقيدة بسلاسلها الحديدية التي غادرتها قبل ستة أشهر، إثر إلزام هيئة حقوق الإنسان وزارة الصحة بعلاج الطفلة على حساب الوزارة، بعد أن رفضت وزارة الشؤون الاجتماعية في المنطقة استقبال مريم في ذلك الوقت لعدم وجود أوراق رسمية تثبت هويتها. ولجأت أسرة مريم إلى الطب الشعبي بسبب رفض مستشفيات المنطقة استقبال مريم، التي تعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وتخلف عقلي وتأخر في المهارات والنطق وتعاني من نوبات صرع. وقال ل «عكاظ» والد مريم إن طفلته لم تتحسن بعد خضوعها لفترة العلاج التي استمرت ستة أشهر في مستشفى الصحة النفسية، مشيرا إلى أنها أقدمت أكثر من مرة على الهروب من المنزل، مبررا لجوءه لتكبيلها بالسلاسل «كونه الحل الوحيد للحفاظ عليها»، محملا في الوقت ذاته مديرية الصحة في المنطقة مسؤولية الطفلة. وأكد والد الطفلة أنه يبحث عن علاج لابنته بالطب الشعبي بعد إلزام مديرية الصحة له باستلامها من الصحة النفسية بالقوة الجبرية، مشيرا إلى أن أحد المعالجين بالرقية الشرعية أكد له أن طفلته مسكونة بالجان، «وهذا أوقعني بحيرة بين أن أصدق كلامه أو أعتمد على التقارير الطبية العلمية التي تؤكد أن مريم تعاني من تخلف عقلي». واستغرب والد الطفلة رفض مراكز التأهيل الشامل في منطقة نجران استقبال ابنته بحجة عدم توفر ما يثبت هويتها، رغم أنه أكد لهم بالوثائق أن لديه معاملة في وكالة الأحوال المدنية في الرياض، مطالبا هيئة حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة التي وعدته بعلاج ابنته أن توفي بذلك في أسرع وقت. وتعود قصة الطفلة مريم التي كانت تتمتع بصحة جيدة، إلى أن هجمت عليها كلاب شرسة وهي تلهو أمام منزلها جنوب حي الفيصلية على طريق الملك عبد الله، ما سبب لها رعبا خياليا، إلى أن أصبحت طفلة عدوانية وتحاول إيذاء نفسها والأطفال الذين تلعب معهم، كما تحاول الهرب خارج المنزل، ما جعل والدها يعتمد على الطب الشعبي والذي سهل على الوالد وضع ابنته في سلاسل حديدية «بحجة حمايتها».