تاريخ طويل سطر بمداد من ذهب، تلمع صفحاته لتضيء وجه المملكة المشرق بالإنجازات والمواقف المشرفة تجاه كل ما تحفل به الساحة العربية والدولية من قضايا ومشكلات ثنائية ومتعددة .. ليست المملكة بحاجة لمن يضعها تحت المجهر ويختبر مواقفها في السلم والحرب. لقد بلغت مركزا من الشرف وكسبت ثقة الآخرين بها مما جعلها تتبوأ مكانة سامية في مصاف الدول من حيث حسن التعامل والحرص على رأب الصدع والوحدة والتضامن. يخطئ من يعتقد أن شرذمة من المتسللين تتنازعهم الأهواء وتوجههم أياد خفية سينالون من أمن المملكة أو استقرارها .. تعلم المملكة جيدا ويدرك قادتها كل الأبعاد والتطورات السياسية في المملكة، ومن هنا كان التحرك وجاءت ردة الفعل مناسبة لنوع الحدث عندما حاول المتسللون في جبل دخان وغيره من المناطق المجاورة تجاوز الحدود وتهديد رجال الأمن والمواطنين العزل في المناطق الحدودية .. جاءت ردة الفعل قوية لأنه لا مساومة على تراب الوطن وسلامة أبنائه. لسنا بحاجة إلى إبراز قوتنا العسكرية الضاربة جوا وبرا وبحرا، ولكننا نريد أن يدرك الآخرون أننا لن نكون فريسة سهلة لأي معتد أو عابث، وأن لدينا من الرجال والسلاح ما يجعلنا مطمئنين، بفضل الله وتوفيقه، على أن البلاد ستبقى بمنأى عن أي خطر يمكن أن يهدد أمنها أو استقرارها. الأشقاء والأصدقاء لم تتغير نظرتهم للمملكة من واقع تاريخها المشرق ومن هنا جاءت ردة الفعل داعمة ومؤيدة للمملكة ومواقفها ومستنكرة ما قامت به شرذمة المتسللين من تجاوز للحدود واعتداء على المواطنين العزل من السلاح. محاولات الاصطياد في الماء العكر والإساءة إلى العلاقات مع اليمن الشقيق باءت هي الأخرى بالفشل الذريع واصطدمت بثوابت قوية تربط صنعاء بالرياض، وتؤكد التفاهم المشترك بين الجانبين وحرصهما على التفاهم وعلاقات حسن الجوار في ظل ما تم التوصل إليه بين القيادتين من اتفاقيات ومعاهدات. المواطنون في كل المناطق جاءت مواقفهم وعباراتهم تردد (كلنا فداء لك يا وطن) وأعلنوا في أكثر من مناسبة جاهزيتهم لبذل الروح رخيصة في سبيل كل ما من شأنه رفع الراية وردع المعتدي. نستطيع أن نقول بصريح العبارة إن حركة المتسللين في جنوب المملكة عادت بالوبال على مدبريها فكانت خسارتهم كبيرة في ساحة القتال وكانت خسارتهم أكبر على الساحة السياسية، وظلت المملكة تسمو بعلاقاتها مع الآخرين بعيدة عن أي منزلق يسعى الأعداء إلى جرها إليه. [email protected]