أطلق نائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية واستشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد المدني، تحذيرا علميا فيما يخص سلامة استخدام المبيدات الزراعية، وذلك بعد أن كشفت متابعات اللجنة الزراعية من الغرفة التجارية الصناعية وجود تجاوزات في نسبة متبقيات المبيدات على الخضراوات والفواكه، الذي من شأنه إلحاق الضرر وحدوث أمراض صحية وتأثيرات سرطانية. المدني قال «إن المبيدات الزراعية مواد سامة لا يمكن تجاهلها، فكما لها جوانب إيجابية في القضاء على الحشرات، فإن لها آثار على البيئة وصحة الإنسان والحيوان والنبات، ومن أهم هذه الآثار على الإنسان الحالات الناجمة عن تسمم المواد الغذائية، نتيجة استخدام المبيدات إضافة إلى التأثيرات السرطانية. وأوضح أن العديد من الكيماويات الزراعية لها تأثيرات سرطانية، كما لها تأثيرات جانبية تحدث التشوهات الخلقية والأورام الناجمة عن تراكم المبيدات بكميات قليلة خلال فترات طويلة. وأضاف المدني أن المبيدات تدخل الجسم عن طريق الاستنشاق، وهي أخطرها، وعن طريق الجلد والملابس، لأنها تحتفظ بجزئيات المبيد، وعن طريق البلع أو الهضم ومن خلال العين. وأكد أن الاحتياطات الواجب مراعاتها عند استخدام المبيدات، أنها مواد تنفذ إلى داخل أعضاء الجسم بطرق مختلفة وبنسب مرتفعة أو بسيطة متكررة، وتؤدي بشكل مؤقت أو دائم إلى اضطرابات عضوية، لذلك لا بد من توجيه الاهتمام نحو الإنسان والحيوان والبيئة بشكل عام. ولفت إلى أنه حين حدوث أي حالة تسمم يجب الكشف عند الطبيب ليحدد مضادات التسمم، لأنها تختلف من مبيد لآخر، كما يجب على من يحضر الطعام عدم تناول المنتجات الزراعية من ثمار وفاكهة وخضراوات قبل غسلها جيدا حتى يزيل عنها الرواسب الخارجية التي تشكل خطرا على الصحة العامة. وحذر من تذوق الفاكهة والخضراوات في أسواق الخضار والسوبر ماركت دون غسلها، مؤكدا أن ذلك قد يسبب الكثير من المشاكل والتلوث على الصحة دون وعي بآثار المبيدات الكيماوية التي ترش على المزارع والبساتين. وأوضح المدني أن الاستخدام المفرط للمبيدات الكيماوية في المزارع قد يسفر عن آثار بيئية خطيرة بتلوث التربة والمياه، وهناك أمثلة كثيرة عن مجتمعات باتت تعاني من التسمم المزمن بالمبيدات، لافتا إلى أن بعض المبيدات الكيماوية تبقى في البيئة لسنوات عديدة وتطلق أبخرتها في الجو فتلوث كوكب الأرض برمته. وذكر أن استخدام كميات كبيرة من المبيدات أمر غير مستدام لا من ناحية بيئية ولا من ناحية الصحة العامة، بل إن استخدام المبيدات في بعض الحالات لا يعد مجديا من الناحية الاقتصادية، حيث إن المال الإضافي المتحقق من محاصيل أكبر بفضل استخدام المبيدات لا يغطى تكاليف المبيدات نفسها، وغالبا ما توجد بدائل أرخص تكلفة وأكبر ضررا على الصحة. ونوه بأن المنظمات الدولية تعكف باستمرار على إجراء اختبارات لتخفيض اعتماد المزارعين على المبيدات؛ فكلما قلت الكميات المستخدمة من المبيدات قلت كميات الكيماويات السامة في البيئة، وقلت حوادث الإصابة بالتسمم وانخفضت النفقات التي يتحملها المزارعون. وخلص المدني للتأكيد «أن المسؤولين والجهات المعنية يبذلون جهودهم لمناقشة مستجدات هذه التجاوزات في استخدام المبيدات الزراعية، ووضع طرق مثلى لاستخدامها وفق المعايير المسموح بها في الفواكه والخضراوات بما يكفل سلامة المنتجات الزراعية للاستهلاك الآدمي».