قصف الطيران الحربي السعودي في وقت متأخر البارحة الأولى بشكل مكثف الجيوب المتنوعة للمتسللين الواقعة على محيط جبل دخان وجبل الرميح والردة وصولا إلى منطقة المشنق. وشوهدت أضواء التفجيرات من مسافات بعيدة تساندها المدفعيات الثقيلة، فيما شعر بعض أهالي المحافظات الأخرى باهتزازات في أبواب ونوافذ منازلهم، وشهدت منطقة الدائري الشرقي لقرية الخوبة اشتباكات بين القوات العسكرية والمتسللين، غير أن مصادر «عكاظ» لم تؤكد وقوع إصابات أو قتلى، خصوصا وأن المتسللين فروا من المنطقة بعد أن تأكد لهم تمركز القوات العسكرية ومنعهم من دخول أراضي المملكة. ووفقا للمصادر نفسها، فقد شاركت في القصف الجوي طائرات حربية تشارك لأول مرة مثل (الأباتشي)، متوقعة مشاركة أنواع أخرى حديثة من الطائرات الحربية التي يملكها سلاح الجو في المملكة في الطلعات المقبلة. ووجهت قيادة الجيش المرابطة على الحدود مع اليمن أكثر من كتيبة عسكرية للتوجه إلى جبال العارضة لردع المتسللين من دخول البلاد، إذ تم تمشيط المنطقة ومحيطها بالكامل، فيما وصلت صباح أمس طلائع فرق مظلية تعزيزية من منطقة تبوك، ومن المتوقع نقلها للمواقع الميدانية بأسرع وقت ممكن وفقا لمصادر موثوقة. وعلى نطاق التسللات الفردية، تفاجأ أفراد من حرس الحدود في قرية نزح أهلها بمرور شاب صغير السن على حمار مدعيا أنه في طريقه للحاق بأسرته النازحة غير أنه وبعد بضع خطوات سحب سلاحا من تحت ملابسه وحاول مبادرة أفراد الحرس، ولكنهم كانوا أسرع منه وأردوه قتيلا. وفي حالة ثانية، ألقى رجال حرس الحدود القبض على اثنين من المتسللين في مثلث الجربة التابعة لمحافظة أبو عريش متنكرين بملابس نسائية، ولم يبديا أية مقاومة. على صعيد الخروج من القرى الواقعة تحت الضربات العسكرية، تواصل نزوح أعداد كبيرة من أهالي الخوبة إلى منطقة مخيمات الإيواء واستكمالها بتوفير جميع الاحتياجات اللازمة، بالإضافة إلى تزويد الخيام بالمكيفات ودورات المياه. وشهدت القرى الحدودية المتاخمة للشريط الحدودي من جهة الطوال وبني مالك حركة مستمرة لا تهدأ وتأهباً عالي المستوى لقوات حرس الحدود المرابط على ثغور الوطن. وأوضحت ل «عكاظ» مصادر مطلعة أن رجال حرس الحدود والقوات التي تساندهم على أهبة الاستعداد لمواجهة أي معتد، مشيرين إلى استخدام أفضل التجهيزات المتطورة من الآليات والكاميرات الحرارية. وفي الوقت الذي دكت فيه القوات السعودية مواقع المتسللين وتحصناتهم، لجأ المتسللون للاحتيال على رجال الأمن مستخدمين المواشي والقرود ووضعوا أنوارا على ظهورها لكي يسير خلفها رجال الجيش وحرس الحدود. ولم تنطل حيل المتسللين على رجال الأمن، إذ رصدت الكاميرات الحرارية الدواب التي اتخذها المتسللون دروعاً لهم، إذ تعمل الكاميرات في الليل ومهمتها كشف العابرين وحيلهم، حيث تجري دوريات حرس الحدود يومياً مسحاً ميدانياً للقبض على أي متسلل. من جهة أخرى، باشر فريق من وزارة الشؤون الاجتماعية حصر النازحين من الأطفال وكبار السن من النساء والرجال تمهيداً لصرف مساعدات مالية للنازحين في مخيمات الإيواء.