جسد أهالي قرية الراحة جنوبي جازان موقفا بطوليا عندما قرروا حراسة قريتهم بأنفسهم لدرء أخطار المتسللين، وقرر الأهالي توزيع الحراسات الليلية بالتناوب دعماً لجهود رجال الأمن في المنطقة بحيث يتم حراسة القرية تحسباً لأي طارئ والتواصل مع رجال الأمن والإبلاغ عن أي طارئ. يقول عبد الله علواني أن جميع أبناء القرية تسابقوا للعمل في الحراسة الليلية انطلاقاً من واجب وطني ومسؤولية، ومساندة لدور رجال الأمن، وأضاف «المواطن هو رجل الأمن الأول وعلينا مسؤولية الذود عن تراب وطننا الطاهر». علي يحيى قال: إن المناوبة الليلة تبدأ من الساعة الثالثة عصراً وحتى ساعات بزوغ شمس اليوم التالي، وفق برنامج زمني يحدد مسؤوليات الجميع، وأضاف: المناوبة الليلية تكون من ثلاثة أشخاص عليهم مسؤولية حراسة القرية وإبلاغ رجال الأمن عن أية محاولة اختراق أو تسلل من قبل المتمردين الحوثيين، وقد أثمر هذا العمل عن القبض على عدد من مخالفي الإقامة والعمل والمتسللين. وفي ذات السياق، يتحدث عثمان علواني مؤكداً أن حماية الوطن ليست محدودة على رجال الأمن بل إن دور المواطن كبير وعليه واجب وطني وخاصة في مثل هذه الظروف التي ترابط فيها قوات الأمن على تخوم الوطن لحمايته من الأشرار ممن يحاولون العبث بممتلكات الوطن ومقدراته. مسؤولية الحراسات الليلية لم تقتصر على الشباب، فقد انخرط كبار السن أيضاً في هذا الجانب فهم المحرك الرئيسي للعزائم والهمم، فتجدهم يحرضون الشباب على العمل، مستعرضين ما سطره الآباء والأجدد من بطولات وتضحيات من أجل الوطن وأمنه واستقراره، يقول محمد علواني (80 عاماً): لقد كانت مسيرة تأسيس هذه البلاد مليئة بالقصص والعبر، هنا على الحدود وقبل توحيد المملكة كان الآباء والأجداد عرضة للنهب والخطف، أما الآن فقد عم الأمن وساد الأمان والحمد لله. الأطفال كان لهم نصيب من الدور البطولي فتجدهم في حركة لا تعرف الكلل أو الملل يقدمون المياه الباردة والمشروبات والطعام والشاي والحراسة ليتفرغ الشباب لحراسة القرية من العابثين والمتربصين بأمن البلاد والعباد.