تعيش مخيمات الإيواء جنوبي جازان حركة لا تهدأ، إذ يفد إليها يوميا المئات من المواطنين والمقيمين الذين تم إجلاؤهم من القرى الحدودية التي تشهد اشتباكات بين قوات الأمن في المملكة والمتسللين.. هنا داخل المخيمات لكل واحد من السكان حكاية خاصة .. هادي أحمد من سكان قرية أم شعنون يقول «منذ إخلاء المواقع الحدودية، حملت أسرتي المكونة من خمسة عشر فردا بحثا عن مكان آمن ووجدت مخيمات الإيواء التي آوتني وجنبتني وأسرتي الخطر، كنا نشاهد المتسللين من مجهولين ومهربين يسلكون في رحلاتهم الأودية والجبال للوصول إلى الأراضي السعودية بحثا عن فرص العمل ويجدون من يتعاطف معهم بحس نية، واختلف الوضع في الوقت الراهن بعد أن أغلقت جميع المواقع وأصبحت المنطقة محصنة بالكامل وأخليت من السكان». وذكر أحمد هزازي من قرية مجدعه أن المتسللين توافدوا على قريتهم بحكم قربهم ويعملون في المزارع والرعي ويعودون في الليل إلى ديارهم، ولم يشكلوا مخاطر في السابق إلا بعد اندلاع الحرب بين الجيش اليمني والمتسللين، وأضاف إنسانيا كنا ولا زلنا نحرص على تقديم الخدمات والمساعدات الإنسانية من أكل وشرب، ونستمع لظروفهم الصعبة بعد أن تقطعت بهم السبل في قراهم الملاصقة لنا وأصبحوا في خطر، ولم تمض إلا بضعة أشهر حتى اقترب الخطر منا، لكننا اكتشفنا في الفترة الأخيرة حالات سرقة ونهب للأموال والممتلكات يقف وراءها المتسللون. وذكر محمد صعوان أن المتسللين يعمدون إلى سرقة الماشية في القرى والهجر يقتاتون منها ، كما أنهم يسرقون الحمير ليتنقلوا بها في الجبال بعد أن اشتدت المواجهة مع الجانب اليمني. محمد علي من قرية أم القضب الذي التقته «عكاظ» يتجول في مخيم الإيواء أوضح بأن مخاوفهم تبددت بعد الانتقال إلى المخيمات الآمنة التي جهزت لهم، وأشار علي مجرشي من قرية الخشل أنني شعرت بالخوف على أطفالي ال 13 من العصابات المتسللة التي تخصصت في السرقة والنهب، وتكاتف السكان في القرية لمحاصرتهم والإبلاغ عنهم. وأضاف: أعمل مزارعا وكثيرا ما أشاهد المتسللين في ملابس نسائية، وأعرف أنهم رجال لهم مآرب مختلفة، وأدركنا خطورتهم في الآونة الأخيرة، وأصبحنا محل دفاع عن أراضينا ومنعهم من الدخول بالقوة، لاسيما في المواقع التي لا يعبرون منها بعيدا عن أنظار المراقبة. وأضاف «نجح رجال حرس الحدود في تضييق الخناق عليهم والقبض على كثير منهم بعد أن تقطعت بهم السبل». أما محمد سالم فقد روى مآسي القرى الحدودية المتمثلة في السرقات والتهريب منذ القدم، ودائما ما يقع المتسللون في قبضة حرس الحدود الذي يكثف تواجده في كافة المواقع، ويجد الدعم من الأهالي لمعرفة ثغرات الدخول والتي تم تحصينها وإغلاقها.