شهد سجن أبها حفلة زفاف خلف قضبان حديدية لسجين ثلاثيني ينتظر نزوله إلى ساحة القصاص من شابة لم تتجاوز ربيعها ال23 قبلت الزواج به بعد مفاوضات جرت بين السجين ووالدها اللذين تربطهما صداقة قديمة، فيما احتفل به أصدقاؤه داخل السجن بطريقتهم التي تنوعت بين إلقاء قصائد وتوزيع الحلوى والمشروبات للسجناء. وأوضح السجين حمد بن مسفر القحطاني الذي صدر بحقه حكم بالقصاص منذ عامين بعد قضية قتل ارتكبها، أنه كان يفكر في الزفاف قبل دخوله السجن، رغم وجود زوجتين في ذمته أنجب منهما سبعة أطفال يعيشون ووالدتاهم مع والدته في مسكن شعبي، مبينا أن مصدر رزقهم الوحيد راتب أمه من الضمان الاجتماعي والذي لا يتجاوز ال800 ريال شهريا، كونه فصل من عمله قبل دخوله السجن على حد قوله. وذكر السجين أن والد زوجته الجديدة كان وفيا معه، معللا ذلك بعدم طلبه (والد العروس) مهرا وتكفله بتجهيز ابنته، واستدرك القحطاني بقوله «كان الشرط الوحيد لوالد العروس هو أخذ موافقتها على الزواج بشخص ينتظر القصاص، وكانت المفاجأة حين أبدت موافقتها رغم ما ينتظرني من مصير مجهول». من جهته أوضح مدير سجن أبها الرائد علي محمد هتلان أن مراسم الزفاف تمت في السجن عبر حفل مصغر، بعد أخذ موافقة الفتاة على الزواج به، حيث أجرى الطرفان فحص ما قبل الزواج في عيادة السجن الخاصة، ومن ثم حضر مأذون الأنكحة، حيث وثق الزفاف قبل انتقال العريس وعروسه لجناح الخلوة الشرعية الذي أعدته لهم إدارة السجن. وحول خوفه من المصير الذي ينتظره، بين السجين القحطاني أنه متفائل بالخير في أولياء الدم، مضيفا «أن الموت والحياة بيد الله وحده»، وبحسب القحطاني فإنه لا يرى مانعا من زواجه طالما قلبه ينبض بالحياة.