القصة مع مستشفى الصحة النفسية في بريدة طويلة والمآسي به متكررة. معرفتي به تجاوزت خمسا وعشرين سنة وهو كالطريد يلاحق من مكان لآخر في مواقع مستأجرة لا تحتمل السكنى والإقامة للأصحاء فضلا عن المرضى. أخي مصاب منذ فترة بمرض نفسي وهناك فرق سيكيولوجي بين المرض النفسي والعقلي ليس هذا مقام بيانه. إلا أن المستشفى وهو يحمل صفة المصحة النفسية يفترض فيه أن يكون مؤهلا للقبول والاستيعاب النفسي للمرضى عبر تجهيزاته وأفنيته وأماكن الترفيه وقضاء الوقت فيه. نحن تجاوزنا هذا الأمر لنطالب بالأدنى وهي وسائل السلامة المفترضة في أي مبنى يصلح لإقامة الآدميين. المأساة الإنسانية التي وقعت يوم الخميس الماضي عندما كما يقال شب حريق في المستشفى مما أودى بحياة ستة ثلاثة منهم مرضى نفسيون وثلاثة من الممرضين تقودنا إلى عرض هذا الأمر على معالي وزير الصحة فمنطقة القصيم افتتح فيها المستشفى منذ ما يقارب خمسا وعشرين سنة ولم يتم بعد تهيئة مكان مناسب وبناء صالح التشييد يستوعب هذه الفئة الحرجة من المرضى. هذا بلا شك يقودنا إلى حالة الإحباط التي تغشى المواطن من الخدمات الصحية المقدمة له والتي لا تتناسب إطلاقا مع طموحات القيادة الرشيدة وتطلعاتها. تمنيت على مدير عام الشؤون الصحية في منطقة القصيم وهو يعاين ويتجول بين تلك الجثث البريئة من المرضى والممرضين أن يبادر إلى قرارات فاعلة يتحمل خلالها المسؤولية لتلك المأساة المريرة وذلك الطابور من مديري العموم الذين سبقوه. وعدم الاكتفاء بالتصريح المملول «تم تشكيل لجان للمتابعة والتحقيق لمعرفة أسباب الحادث». لقد مل المواطن التسويفات المتتابعة والوعود الوردية المعسولة في سرعة تقديم الخدمة الصحية اللازمة وهو لم يعاين سوى تلك التصريحات الطائرة. إن حياة المواطن ليست رخيصة وحين تقع المأساة والكارثة المتوقعة في مستشفى الصحة النفسية فهذا يقودنا إلى معرفة حقيقة الخلل الكبير الواقع في القطاع الصحي. إنني أعرف تمام المعرفة موقع المستشفى القابع في فيلا في شارع تجاري مزعج لا يحمل مواصفات النقاهة والأجواء الصحية النفسية التي ينبغي أن تقدم للمريض. وتمنيت من معالي وزير الصحة أن يقف بنفسه على هذه المأساة الإنسانية التي ذهب ضحيتها نفوس بريئة وشاهد أمام عينيه الحالة المريرة التي يعيشها المستشفى المتهاوي المفتقد لأبسط قواعد السلامة.. ومن المبكي والمحزن التصريح الذي أدلت به الشؤون الصحية في المنطقة والذي ورد فيه :«وتم تدعيم المستشفى بالقوى العاملة لتغطية النقص....». إن النقص الواقع في المستشفى والمنومين والمعالجين فيه يحتاج إلى وصفة دواء وجهاز طبي وطاقم صحي وتجهيزات عصرية متلائمة لكيلا تصبح حياة لمواطن سوقا رابحة للمؤجرين والمستأجرين. لكم أن تعلموا أن هذا المستشفى يطلق عليه «مستشفى الصحة النفسية» أي أن المرضى الذين يرقدون فيه يشكون من اضطرابات نفسية تحتاج معها إلى مزيد عناية ورعاية. لذا فإن مثل هذا المريض متصور أن يقع منه تصرف أو تجاوز نتيجة حالته النفسية المريرة التي يعانيها. ومن هنا فإن الأسلاك الكهربائية المتدلية والغرف التي يقطنها أولئك المرضى وكأنهم أصحاء أو أسوياء مخالفة لأصول السلامة المنتظرة لمثل أولئك فهم يعانون ويحتاجون إلى مزيد احتياجات أمنية وصحية وهذا ما لم يفكر فيه الإخوة القائمون على القطاع الصحي وخصوصا «النفسي». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة