مناقشة قضية المرضى الذين يتعالجون في المستشفيات الخاصة طمعاً في الحصول على عناية تتميز على ما عداها من المستشفيات الحكومية تحت معاذير كثيرة من اهمها الخروج من ملامة البعض من الناس على اهمال علاج مريضهم والعناية به والتضحية من اجله بكل رخيص وغال ..و باسم عقد مركبات النقص تكون المجازفة مريرة وخطيرة وعسيرة في حالة موت المريض والعجز عن سداد تكاليف العلاج وارتفاع قيمته الى حد غير معقول مما يؤدي الى اصرار المستشفى عدم صرف شهادة التصريح بدفن الميت واحراج اهله في تسديد مبالغ ربما تكون في كثير من الاحيان باهظة وتزيد من ميسورهم واصابتهم باضطراب نفسي عندما نجدهم بين مصيبتين ليس لها حل الا القيام بدفع مستحقات المستشفى او ابقاء المريض في ثلاجة المستشفى بعد اضافة اجرة مدة اقامته فيها الى فاتورة الحساب السابقة وعندها يتمنى اهله ان يكون الموت اهون عليهم مما هم فيه . وحينما نكون جميعنا في مثل هذه الظروف مسؤولين عن معالجة مثل هذه الظاهرة بصراحة وامانة فإن استصراخ الضمائر النزيهة يستعجل دعوتنا المخلصة لها لتمارس دورها الانساني بالمساعدة في انشاء صندوق خيري يتولى هذه المهمة في جميع المناطق لانقاذ الكرامة من الهوان مرتين خصوصاً اننا بحمد الله مجتمع يتفاعل كله لكله في حالات الترح والفرح ليكون اهمها ستر حال اهل الفجيعة في مصيبتهم والتخفيف من آلامهم واحزانهم وليس هذا الامر من المستحيلات على اصحاب المروءات ممن لديهم المقدرة المالية للمشاركة بروح راضية وعزيمة واثقة بأن ما عند الله خير وابقى وهو سبحانه الذي يجزي المحسنين . وملاحظة المسؤولين وملاحظاتنا لا يجب ان تكون هامشية في قبول الامتثال لرغبات اطباء المستشفيات التجارية التي يهمها البحث عن الربح وعدم المبالاة بمن تتعرض حياته للموت او استمرار تردده عليهم لتكون الايرادات المادية تنمية تتسع لها مساحة المستشفى لتضم اكبر عدد ممكن ممن كان مريضا بحق او من يكون مصاباً بوهم المرض وتتضخم الاموال عند اصحاب المستشفيات الخاصة واعتبار ضحاياهم غنيمة ترتفع بها ارصدتهم دائماً وابداً . ووعينا لا يمكن ان يكون في غيبوبة عن تلك الاهداف التي تجعل الكريم من الناس ذليلاً بحكم ارادة طبية تعمل من اجل غاية تجارية باجراء كثير من الفحوص لتشخيص المرض وتكرارها حتى يصاب بالانهيار الصحي واصابة اسرته بالاحباط النفسي .. وتلك مأساة قاسية . وفي تاريخنا القديم كنا نعالج اسباب امراضنا بالاعشاب والوصفات الشعبية ونتمتع بحمد الله بعد هذا العمر بلياقة صحية جيدة مع الرضا بقضاء الله وقدره في حالات الشفاء والفناء .ولكنها مصيبة تفاخر الاخلاق ومطبات اصحاب المستشفيات التجارية ..فهل بعد ذلك نستطيع تمزيق هذا الرداء الخبيث ولا نسأل غير الله العفو والعافية حتى لا تكون مشاعرنا في سجن ابدي تحكمه عواطف اصحاب المستشفيات الخاصة المتحجرة وخضوع المريض لاوامر تفرض مضاعفة اسباب العلة والعلاج مرات ومرات . ووقفة مع صدق النفس نخرج معها من مسلسلات الاستنزاف المادي او قبول التعازي على ميت في صالات المستشفيات الخاصة وهو مقبور في ثلاجاتها ..عليه وعلينا رحمة الله .