سألني قارئ وصف نفسه بأنه صديقي في تعليقات مقال أمس الأول «إقلاع السعودية» عما إذا كان يفهم من مقالي أنني أمنح الخطوط السعودية هدنة حتى عام 2012 موعد استكمال استلام وتشغيل أسطولها الجديد، والجواب هو: نعم .. هي هدنة!! هدنة لا تفرضها قناعتي بقدر ما تفرضها موضوعيتي، فالشركة نزعت أجنحتها على مدى عقدين من الزمن تخلفت فيها عن ركب المنافسين وفشلت فيها في قراءة المستقبل، فكانت النتيجة أنها اليوم تقف في طابور انتظار لطلب طائرات كانت قد عرضت عليها «تفضيليا» قبل سنوات طويلة وبأسعار أقل مما تدفعها الآن لشرائها!! بعد هذا ألا يحق لي أن أنتقد من عجز عن استشراف المستقبل وتقاعس عن اتخاذ القرار الذي يبقي «الخطوط السعودية» محلقة في سماء النقل الجوي في المنطقة الذي تسيدت أجواءه منذ عرف الطيران؟! وعندما اتخذه متأخرا بعد الضغوط كان اتجاهه نحو مصانع تسلم أكياس الرمل قبل الطائرات؟! وإذا كنت يا صديقي الخفي ترى بأن 3 سنوات ونصفا من عمر إدارة الملحم طويلة على عظم الإرث وثقله فإنها على الأقل أنتجت صفقة ب 70 طائرة متطورة بلا أكياس رمل!! مشكلة «الخطوط السعودية» أنها تعامل بمعايير حكومية وتطالب بأداء معايير تجارية، وهذا لا يساعدها على تحقيق النجاح، فالطيران الداخلي يستنزفها كثيرا بعد أن فرض عليها تثبيت أسعارها منذ السبعينات مقابل دعم حكومي يعوض فارق التكلفة، لكن هذا الدعم توقف منذ عام 1984، وصار اعتماد «الخطوط السعودية» وحيدا على رحلاتها الدولية لتحقيق الربح، بينما كان يفترض أن يقابل توقف الدعم تحرير الأسعار داخليا، على الأقل بالنسبة للدرجتين الأولى ورجال الأعمال، ولعل هذا ما يفسر لك تعثر بعض شركات الطيران الداخلية الجديدة رغم حداثة ولادتها!! نعم.. سأمنح «الخطوط السعودية» هدنتها التي تستحقها لنحكم بعد استكمال استلام أسطولها الجديد على مستوى تشغيلها وتلبيتها لاحتياجات مسافريها، لكنني بكل تأكيد لن أمنحها أي هدنة فيما يتعلق بخدماتها على الأرض وفي السماء لأن ذلك لا يرتبط بأعداد الطائرات بل بمعايير الأداء والخدمة الصارمة التي ترضي الراكب ولا تتركه أسيرا للمزاجية الشخصية لموظف الخدمة أوالضيافة!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة