أكد صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة «سابك»،إن المبادرات الطموحة التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ساهمت كثيرا في نمو الاقتصاد السعودي وصموده في وجه الأزمة العالمية. وقال سعود بن ثنيان في حفل إفتتاح الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» والشركة الصينية للبترول والكيماويات ساينوبيك أمس ،مشاركتهما في المجمع البتروكيماوي المقام في مدينة «تيانجين» في الصين : إننا في المملكة نعتز كثيرا بهذه المبادرات الطموحة لخادم الحرمين الشريفين . وقال مخاطبا الحفل : أشكر لكم حضوركم الكريم ومشاركتنا هذه المناسبة السعيدة، التي تتوج العلاقات بين (سابك) و (ساينوبك)، وتشيد جسراً جديداً للتعاون بين الجانبين السعودي والصيني، تعزيزاً للعلاقات السياسية والاقتصادية الوثيقة بين بلدينا الصديقين، اتفاقاً مع مساعي قيادتيهما الحكيمتين . وفي ذات الوقت أغتنم هذه المناسبة لأشيد من جديد بمعدلات النمو العالية التي يحققها الاقتصاد الصيني، وقدرته على اجتياز تحديات الأزمة المالية العالمية، مؤكداً سعادتي بإتمام الاتفاق الذي نحتفي به، كونه يشكل حافزاً قوياً لسابك، ويشجعها على تعزيز حضورها في السوق الصينية، سواء على صعيد الاستثمارات الصناعية، أو توسيع نطاق مكاتبها التسويقية ومراكزها الخدمية. وزاد إن التقاء إرادة (سابك) و(ساينوبك) ليس مجرد لقاء بين عملاقين صناعيين وتقنيين فحسب، بل هو أيضاً لقاء تاريخي بين طرفين يمثل كل منهما حضارة إنسانية عريقة هما (الحضارة الصينية) و(الحضارة العربية الإسلامية) ، وإذا كانت الحكمة الصينية القديمة تقول (قطرة فوق قطرة بحر، وحكمة فوق حكمة علم)، فهناك حكمة عربية مقابلة تقول (إن أول الغيث قطرة)..ونحن اليوم نأمل أن يكون هذا الاتفاق هو النقطة الأولى في محيط التعاون، وأول الغيث لقيام العديد من المشاريع المشتركة بين (سابك) و(ساينوبك). وعبر سعود بن ثنيان عن شكره لجميع الدوائر الرسمية الصينية التي عاونت على إنجاح هذا المشروع، مشيداً بجهود أعضاء فريق العمل المشترك من (سابك) و(ساينوبك). ووصف الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود، حفل تدشين المشروع المشترك بين شركة ساينوبيك وسابك، بأنه دلالة على قوة الاقتصاد في المملكة. وقال خلال حديثه للصحفيين البارحة في بكين: إن خطة سابك 20-20 تستهدف حجما من الإنتاج يفوق 130 مليون طن، ولا يمكن أن يتحقق هذا الحجم إلا بإنشاء صناعات جديدة أو بالاستحواذات. وأضاف أن وضع الاقتصاد السعودي كان جيدا وحجم الإنتاج زاد، غير أن هناك هبوطا في الأسعار العالمية، وكذا ارتفاعها في فترة من الزمن أكثر مما هو متوقع، وأصبح القياس على تلك الفترات، ثم عادت أقل مما كان متوقعا، وإن كان الآن بدأت الأسعار في التحسن. ووصف رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة سابك، السوق الصينية بأنها سوق جيدة جدا، وقال إن سابك كان لها وجود في الصين قبل هذا المشروع، وسوق الصين تشجع ونموها جيد جدا وحجم المبيعات يزداد، غير أن الأسعار أقل من السابق. ونقل رغبة شركة ساينو بيك في الاستثمار في المملكة، سواء في المجالات الهندسية أو الإنشائية، وقال سيكون لهم فرصة في البنى الأساسية سواء في الجبيل أو ينبع أو رأس الزور. وأضاف أن حكومة الصين تؤمن أن الاقتصاد السعودي اقتصاد واعد، وتركز على الأعمال المشتركة مع المملكة. وفي حفل العشاء الذي أقامه الجانب الصيني بحضور الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود البارحة، نوه نائب رئيس شركة ساينوبيك الصينية «وانغ تيان بو» بخطوة إنشاء المشروع المشترك، ووصفه بأنه خطوة نحو تدعيم العمل السعودي الصيني المشترك. وقال نائب رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك الرئيس التنفيذي المهندس محمد بن حمد الماضي: إن مشاركة الشركتين العالميتين سابك وساينوبيك سيكون له أثره الإيجابي إلى الأمام، لما لهما من مكانة مرموقة بفضل ضخامة إمكانياتهما، وما تملكانه من مقومات كبيرة وهامة ضمن أكبر عشر شركات في العالم ويصل إنتاجها لأكثر من مائة دولة في العالم. وأكد حرص سابك على الدوام في الدخول في شراكات مع الشركات الرائدة لذا كان تعاملها مع شركة ساينوبيك. وأشار إلى أن سابك تمكنت من الدخول في مشاركات عالمية كبيرة، ولها عمليات في أكثر من 40 بلدا، وأكثر من 45 موقعا للتصنيع في الأمريكيتين وأوروبا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط، وأكثر من 80 مكتب مبيعات دولية، وفروعها في جميع أرجاء العالم، بالإضافة إلى أكثر من 40 مركزا للتوزيع والتخزين ومراكز لوجستية في جميع أنحاء العالم، و33 ألف موظف حول العالم. من جهته، ذكر رئيس مجلس إدارة شركة (ساينوبيك) سو شولين أن المشروع المشترك في (تيانجين) جاء ثمرة التعاون المتواصل بين الشركتين العالميتين خلال السنوات الأخيرة، ويشكل أساسا لتفعيل وتطوير العمل المشترك، وبناء مشاركة استراتيجية طويلة الأجل. وأكد المهندس محمد الماضي الأهمية البالغة التي تشكلها السوق الصينية في إطار استراتيجيات الشركة للتوسع والنمو عالميا، وطموحها لبلوغ رؤياها أن تصبح شركة عالمية رائدة في مجال البتروكيماويات. وأشار إلى أن توقيع الاتفاقية مع شركة (ساينوبك) يعد خطوة مهمة لتحقيق مساعي (سابك) لإنشاء مركز تصنيعي في قارة آسيا، التي تشهد اقتصادياتها معدلات نمو عالية، وتعد من أكبر مستهلكي المنتجات البتروكيماوية. من جانبه قال المهندس خالد المانع نائب الرئيس للبوليمرات (سابك) رئيس مجلس إدارة شركة ساينوبك وسابك (تيانجين) للبتروكيماويات المحدودة: لقد كان لي شرف تلقي دراستي الجامعية العليا في الصين، ما هيأ لي الاطلاع عن كثب على حضارة هذا البلد العريق، ومشاهدة القفزات التي حققها على صعيد التنمية الاقتصادية والبشرية، حتى صار له ثقله الاقتصادي والسياسي على الخريطة العالمية. يذكر أن استثمارات المجمع تقدر بنحو 2.7 مليار دولار أمريكي (18,3 يوان صيني)، وتبلغ طاقته الإنتاجية السنوية 3.2 مليون طن من مختلف المنتجات البتروكيماوية، منها مليون طن إيثيلين، إلى جانب منتجات البولي إيثيلين، جلايكول الإيثيلين، البولي بروبيلين، البيوتاديين، الفينول، والبيوتين 1، وغيرها. و جرى اختبار مفاعل تكسير الإيثيلين، والوحدات والمرافق الأخرى تمهيدا لبدء الإنتاج خلال الربع الأول من العام المقبل. ونوه صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة (سابك) بالتعاون المثمر بين الشركتين الرائدتين، وأثره في تعزيز قدراتهما التنافسية، وتوفير منتجات بتروكيماوية عالية الجودة للسوق الصينية.