ضحايا الحوادث المرورية أكثر عددا من المعاقين والأيتام والمطلقات والأرامل.. ومع ذلك لايوجد على الأرض جمعية خيرية ترعاهم وتلبي احتياجاتهم وتعالج آثار الصدمة عليهم وتتكفل بالوقوف معهم في وجه الانكسار والألم، ولم نسمع عن نشاط إنساني ظهر على هيئة احتواء منظم يكفي ضحايا الحوادث مؤنة الحياة الصعبة، ويرد لهم بعضا من حقهم المسلوب بقوة الإصابة التي خلفتهم عاجزين ومقعدين وممنوعين من العمل. في مدينة أو قرية بيت عانت أسرته من حادث مروري لم يقتل المصاب ولم يتركه حيا مع الناس، ودرجات الإصابة مختلفة والناجون من الحوادث رغم نجاتهم إلا أن أثر الصدمة لايزال باقيا كلما تحركت السيارة بهم أو سمعوا «فرملة» ولو من بعيد. إنها الذكريات المؤلمة التي لايموت منها الإنسان، لكن يعيش بعدها بقايا إنسان. وعدد الوفيات من الحوادث المرورية يفوق عدد وفيات انفلونزا الخنازير! ومعظم الذين توفي عنهم والدهم أو عائلهم تركهم بعده في حالة من العوز والضيق والحاجة، فلا مورد يعين ولا إعانة تأتي!! وبعد أن كانت الأسرة مستورة بوجود عائلها وولي نعمتها بعد الله أصبحت أسرة مغمورة بالهموم والأوجاع والعوز والفاقة!! ولاحظوا المستشفيات الكبرى المعدودة على أصابع اليد الواحدة.. في كل منها ضحايا حوادث مرورية أبقتهم الحادثة ممددين على أسرة المرض لايرجى شفاؤهم إلا برحمة ربي إنما يتم التحفظ عليهم في المستشفى لعدم وجود فرص رعاية لهم بمنازلهم العادية، وبذلك يشغلون أسرة وأجهزة يحتاجها غيرهم من المرجو شفاؤهم بإذن الله إثر مرض مفاجئ ألم بهم. وفيما لو نظرت المستشفيات داخلها ليس عويصا اكتشاف الحقيقة، أن معظم خدمات التنويم تقدم للمصابين بعد الحوادث مما يعطل تقديم الخدمة الطبية والتمريضية لآخرين نتيجة العجز في إمكانات المستشفى من أسرة ومن كفاءات بشرية تقوم بالتمريض والرعاية! عدا انشغال الأجهزة الطبية الحيوية بمرضى الحوادث الذين منهم فئة يعدون أمواتا إثر وفاة الدماغ، لكن الأنفاس لم تنقطع بأمر الله ثم لأن الجهاز يضخ في الجسد الخامد! وهذه قضايا شائكة شغلت العالم كله وعاد نقاشها إلى العلماء والفقهاء في أسئلة مكررة هل يجوز فصل الجهاز عن المتوفى دماغيا؟ ومتى يتم فصل الأجهزة الطبية عن المرضى الذين لايعيشون إلا بها؟ وهكذا احتدم النقاش في دول إسلامية وغير إسلامية ما بين النحر والموت الطبيعي والقتل العمد. إن ضحايا الحوادث فئات بشرية كتب الله لها الحياة وتريد أن تعيشها لا أن تفر منها كما فعل المنتحر الذي قيل عنه شاعر غنائي عندما وجد نفسه على قارعة الطريق لايراه أحد! وقد أعجزته إصابته عن العمل وجرب ضنك العيش وقسوة اللقمة المغموسة في الفقر والمعاناة، فلم يجد حلا غير أن يترك الدنيا فاشلا في الحياة وفاشلا في الانتحار، ولو كان بيننا مؤسسات أو جمعيات ترعى هذه الحالات لما وصلت إلى ما وصلت إليه. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة