ذكرت في مقالة الأسبوع الماضي تصريحا لوزير الصحة جاء بهذا النص «لا مضاعفات للقاح وباء الإنفلونزا». واليوم أكمل حديثي عن هذا اللقاح، حيث بدأت وقلت إن هناك نوعين من اللقاح؛ نوع يؤخذ كبخاخ أنف وآخر يؤخذ عن طريق حقنة في العضل. والفرق الرئيسي بين هذين النوعين مهم جدا، فالبخاخ يحتوي على الفيروس الحي المخصب (الذي تم إضعافه) بمعنى أنه يجعل الجسم يحاربه بإنتاج مضادات مناعة ضده، وبهذا يصبح لدى الإنسان مناعة ذاتية ضد الفيروس،ولكن بما أن الفيروس معالج أي مخصب فهو لا يصيب الشخص بالمرض، وهذا النوع قد أنتج فعلا وبدأت بعض الدول في إعطائه لفئة معينة من الناس وليس للجميع. أما النوع الثاني الذي يعطى عن طريق الحقنة في العضل، فيحتوي على فيروس قد قتل، لكن به البروتين الخاص بالفيروس الذي يتفاعل ضده الإنسان وينتج مضادات مناعة تحارب وتقضي على الفيروس الحي في حالة تعرض الإنسان له. وهذا النوع لم ينتج بعد والمتوقع إنتاجه وإستعماله قبل نهاية 2009م. والسؤال المهم هو: من يعطى لقاح البخاخ ومن لا يجب عليه تعاطيه؟ كذلك لماذا نحن ننتظر لقاح المحقنة وما فائدته؟. ببساطة وبلغة العامة، البخاخ واسمه العلمي "ليف" أي "LAIV " يعطى للناس الأصحاء من هم بين عامين و24 عاما ومن هم من 25 إلى 49 عاما، ويعملون ويتعاملون مع المرضى والمختبرات الطبية المعرضين للإصابة بالمرض ومن يشرفون ويعيشون مع حديثي الولادة أي (أقل من ستة أشهر) ويستثنى النساء الحوامل ومن يعانون من حساسية ضد البيض لأن البخاخ يحتوي على مشتقات البيض وعلى فيروس حي تم إضعافه، ولكن لا يخلو بتاتا من مضاعفات يكثر إحتمال التضرر منها من هم مرضى مصابين بأمراض مزمنة، ومن ضمنهم الحوامل وصغار السن وكبارهم الذين قد تضعف قوة المناعة الذاتية لديهم، فيصبحون معرضين بنسبة أضعاف أضعاف الأصحاء ذوي المناعة الذاتية الطبيعية. البخاخ «ليف» ممنوع عن الأطفال واليافعة الذين يتعاطون دواء الأسبرين بصفة دائمة ومزمنة، ومن يشرفون على مرضى ذوى المناعة الذاتية الضعيفة أو المعدومة. الأطفال من عامين إلى 9 يجب عليهم أخذ جرعتان من «ليف» بين الأولى والثانية شهر، أما الباقون فتكفيهم جرعة واحدة. النوع الثاني من اللقاح أي المحقنة فالتوصية من المصادر العلمية المعتمدة هي أن تعطى المحقنة للحوامل ومن يشرف ويعيش مع حديثي الولادة (أي دون الستة أشهر) كذلك تعطى لجميع مقدمي الخدمات الصحية ومن هم في سن ستة أشهر إلى 24 عاما، ومن هم في 25 إلى 64 عاما ويعانون من أمراض مزمنة تضعف لديهم قوة المناعة الذاتية. إضافة لما ذكر، هناك بعض الحقائق عن هذين النوعين من اللقاح وهي أنه لا يعطي مناعة ضد أي انفلونزا من نوع آخر، ولا يخلو من مضاعفات مثله مثل جميع اللقاحات، لا سيما الحساسية ضد محتويات اللقاحات. والحقيقة الأخرى هي أن اللقاح ليس إجباريا مثل لقاح الانفلونزا الموسمية. أسأل الله أن أكون قد أوفيت وأوضحت الصورة الحقيقية عن هذه الزوبعة التي أعتبرها كما يقال: «زوبعة في فنجان». * استشاري الباطنية والسكري فاكس 6721108 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة