نشرت صحيفة «عكاظ» في عددها رقم 15737 الصادر ليوم الأحد في تاريخ 8/10/1430ه تصريحا لوزير الصحة جاء فيه: «لا مضاعفات للقاح وباء الانفلونزا». هذا التصريح في رأيي الشخصي فيه شجاعة قوية من وزير وجراح ماهر على مستوى العالم، ولأضع بعض النقاط على الحروف ولأوضح للقراء الكرام لماذا وصفت تصريح الوزير بهذا الوصف، ليس من منطلق رأي شخصي، لكن بذكر بعض من تاريخ اللقاحات الطبية عبر القرون من مصادر علمية مثل منظمة الصحة العالمية WHO، ومركز ضبط الأمراض الأمريكي The CDC، ومعهد باستور للفيروسات الفرنسي، ومجلات طبية عالمية مثل ال BMJ البريطانية و The Lancet و NIJM. لو سألت أي طبيب أن يضع قائمة لأهم المبتكرات الطبية عبر العصور، لما تردد للحظة في أن يضع اللقاحات كأحد أهم الإنجازات في تاريخ الطب كله، ولكن ألا يخطر ببالك عندما تحضر طفلك إلى عيادة طبيب الأطفال ليقدم له اللقاحات، سؤال عن الطريقة التي ابتكرت بها هذه اللقاحات وما هو أول لقاح ابتكر في التاريخ ومن ابتكره؟، قبل أن يكون لدى الناس أي علم بأسباب الأمراض الأنتانية (الجراثيم والفيروسات وغيرها). ابتكر الصينيون أول اللقحات في التاريخ، فقد لاحظ الناس (وأطباء ذلك الزمان) أن الإصابة ببعض الأمراض تؤدي إلى مناعة بحيث إن الإنسان لا يصاب بها مرة أخرى، ومن هذه النقطة انطلقت اللقاحات التي نعرفها اليوم ابتداء ضد داء (الجدري) الفتاك. واليوم العالم لاسيما مجتمعنا يعاني من عدم معرفة الحقائق العلمية الصحيحة الصادرة عن المصادر السالف ذكرها وليس من قيل وقال. أولا لايوجد على كوكب الأرض منذ سيدنا آدم حتى اليوم لا دواء ولا لقاح خال من المضاعفات فمن أقدم وأفيد وأبسط الأدوية التي صنعها الإنسان ولايزال هو دواء الأسبرين، هذا الدواء لا يخلو من المضاعفات، فقد رأيت طفلا يفقد الحياة بسبب حبة واحدة من جرعة الأطفال للأسبرين من جراء حساسيته الشديدة ضد هذا الدواء، حتى الماء الذي خلق الله منه كل شيء حي لا يخلو من المضاعفات إن أخذت جرعة منه في ظرف مضاد لها. المهم ما هو معروف علميا عن لقاح وباء انفلونزا الخنازير يتلخص في الآتي: هناك نوعان من اللقاح؛ نوع يؤخذ كبخاخ أنف وآخر يؤخذ عن طريق حقنة في العضل، والفرق الرئيسي بين هذين النوعين مهم جدا، فالبخاخ يحتوي على الفيروس الحي المخصب (الذي تم إضعافه) بمعنى أنه يجعل الجسم يحاربه بإنتاج مضادات مناعة ضده، وبهذا يصبح لدى الإنسان مناعة ذاتية ضد الفيروس، لكن بما أن الفيروس معالج أي مخصب فهو لا يصيب الشخص بالمرض. هذا النوع قد أنتج فعلا وبدأت بعض الدول في إعطائه لفئة معينة من الناس. والنوع الثاني الذي يعطى عن طريق الحقنة في العضل يحتوي على فيروس قد قتل، ولكن فيه البروتين الخاص بالفيروس الذي يتفاعل ضده الإنسان وينتج مضادات مناعة تحارب وتقضي على الفيروس الحي في حالة تعرض الإنسان له، هذا النوع لم ينتج بعد. وللحديث بقية. * استشاري الباطنية والسكري فاكس 6721108 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة