ما زال الكتاب حاضرا، لا في ذاكرتي وذاكرة الآخرين بل في كل واقعنا المعاش، وما زلنا قبيلة القراء نتكاثر رغم نبوءتهم الكاذبة بقرب انقراض الكتاب وانقراضنا معه. ومن آلاف الكتب الفاتنة في هذا العالم، يظل لكتب السيرة الذاتية حضورها القوي في مزاجي القرائي. ومهما كانت السيرة ترصد في اكتمالها خروجا للحياة من رحم الموت أو انغمارا في الرماد بعد تجليات من النور، فإن ذلك لا يعنيني كثيرا ما دامت السيرة كتبت بشكل يستحق القراءة. وما زالت بعض هذه السير تضج بها روحي، مثل «الحياة جميلة يا صاحبي» لناظم حكمت و«الفراشة» لهنري شارير. و«أعترف أنني قد عشت» لنيرودا و«السجينة» لمليكة اوفقير و«الخبز الحافي» لمحمد شكري، وآخر هذه السير كتاب حياة أقل من عادية لبيبي هلدر، وهو لا يستعيد مبدعا محطما أو امرأة انكسرت أو مراهقة زل بها جمالها. ليست لنجم أو ثري أو رياضي أو لص غير نبيل، ولكنها لعاملة هندية مارست هذه المهنة غصبا عنها في بلادها الهند، بعد سيل من الخيبات والخسارات التي كان من الممكن أن تقودها إلى التسول أو سوق الرقيق الأبيض أو على الأقل إلى الموت قهرا. ولكنها ناضلت بعد أن ساندها بنبل صاحب المنزل الذي تعمل فيه لتنجز هذا الكتاب، وهي لا تزال تمارس مهنتها إلى الآن رغم أنه ترجم إلى عدة لغات، بل وتستعد لإصدار الجزء الثاني بعد أن تم الاتفاق على إنتاج الجزء الأول سينمائيا. بيبي هلدر رمز حقيقي على أننا نحن الذين نصنع المستقبل إذا أردنا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة