بحث رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، في العاصمة الإماراتية أبوظبي أمس، دفع عملية السلام واستئناف المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية. ومهد للقاء اجتماع بين عباس والمبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، الجمعة، بعد لقاء الأخير برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة «إنه لا يمكن استئناف عملية السلام دون وقف الاستيطان؛ وفق ما نصت عليه خارطة الطريق». وأوضح أبو ردينة في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أنه لا استئناف للمفاوضات دون اعتراف إسرائيلي بتجميد الاستيطان، وأن أي استيطان في الضفة بما فيها القدس غير شرعي وغير مقبول. ويصر عباس على أن تجمد إسرائيل النشاط الاستيطاني بموجب (خارطة الطريق) الموقعة عام 2003 وهو مطلب يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. كما التقت كلينتون برئيس الحكومة الإسرائيلي ووزير الدفاع إيهود باراك أمس، وفق الإذاعة الإسرائيلية. وتمحورت محادثات وزيرة الخارجية الأمريكية في القدس حول استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وسط تقارير تتحدث عن ممارسة الإدارة الأمريكية ضغوطا على عباس لاستئناف المفاوضات دون شروط. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية تصريحات عن باراك، جاء فيها أنه ينبغي على كل من يرغب في قيام الدولة اليهودية الديموقراطية الإقرار بحقيقة ألا بديل عن حل الدولتين للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، وحذر من أن مرور الوقت دون التوصل إلى مثل هذا الحل قد يؤدي بمسيرة السلام إلى طريق مسدود -على حد قوله-. وفي وقت سابق، نقلت تقارير إسرائيلية أن زيارة كلينتون تأتي على خلفية تقديرات متشائمة إزاء إمكانية استئناف المفاوضات بين الجانبين. وستلتقي كلينتون اليوم بنتنياهو والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، ووزير الدفاع إيهود باراك، ونظيرها ديفيد ليبرمان. وفي ظل الهوة الشاسعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تتعالى أصوات في الإدارة الأمريكية للدعوة بتغيير الاستراتيجية والاكتفاء مرحليا بمفاوضات غير مباشرة فقط بين الطرفين.