سجلت الطائرة السعودية غيابا ملحوظا عن البطولات العالمية والقارية، رغم بروزها على المستوى العربي والخليجي، الأمر الذي أثار أكثر من علامة استفهام حول الأسباب الحقيقية التي حرمت لعبة الطائرة من التواجد العالمي، وتسجيل إنجازات حالها حال الألعاب الأخرى التي تركت بصمة واضحة في مشاركاتها إما بتحقيق الإنجازات، أو احتلال مراكز متقدمة تدل على منافستها، حتى أن الدوري المحلي أصبح يقتصر على ناديين بعد أن كان في السابق يشهد منافسة حامية على لقبه بين أكثر من ناد، «عكاظ» استطلعت آراء عدد من المهتمين باللعبة لأخذ انطباعهم حول الأسباب وراء اختفاء الظهور العالمي، حيث أرجع بعضهم ذلك لقلة الدعم المادي للاتحاد، فيما رأى آخرون أن عدم الاهتمام بالنشء وإقامة معسكرات خارجية وداخلية لصقل مواهبهم سبب عدم تقدم اللعبة، وفيما يلي استعراض لبعض الآراء: في البداية ذكر الرئيس السابق لاتحاد كرة الطائرة محمد مفتي، أن العوائق المالية سبب رئيسي في عدم تطور اللعبة، خاصة أن هناك العديد من البرامج أوقف تنفيذها للعجز المادي في خزينة الاتحاد التي تعاني مثلها مثل بقية اتحادات الألعاب المختلفة التي تفتقر للدعم الكافي لتنفيذ برامجها التطويرية، بجانب افتقاد اللاعب للتهيئة الفكرية والبدنية، كما لا ننسى دور النشاط المدرسي الذي يعد مهما لاكتشاف المواهب وتطويرها، وأضاف مفتي: حققت اللعبة العديد من الإنجازات على المستوى الخليجي والعربي، بالإضافة لوصول منتخب الشباب لكأس العالم في بولندا، والذي أصبح اليوم يمثل المنتخب الأول وبحاجة لدعم مادي حتى يستطيع أن يقدم ما هو مرجو منه لا سيما وأنه يضم عناصر ذات إمكانيات عالية، متمنيا للإدارة الحالية للاتحاد التوفيق لتكوين منتخب قادر على المنافسة والوصول للعالمية. القاسم: نحتاج كشافين وأوضح الأمين العام للاتحاد صالح القاسم، أن هناك عدة عوامل ساهمت في الحد من تطور اللعبة، وهي مشتركة بين الأندية والاتحاد وكلاهما يعاني من قلة الدعم المادي، بالإضافة إلى محدودية المعسكرات الداخلية والخارجية، وعدم وجود جهاز فني على مستوى عال من الكفاءة، كاشفا عن خطط مستقبلية للمنتخب الأول لتهيئته للمشاركة في البطولة الخليجية المقبلة في عمان، منها ضم لاعبين شباب كما حدث في المعسكر الماضي، وتعزيز المعسكرات الداخلية والخارجية لهم، مطالبا المدارس بتفعيل دور النشاط الرياضي، لا سيما وأنه يزخر بالمواهب التي هي بحاجة إلى اكتشاف وتنمية للمهارات، كما أن على الأندية إيجاد كشافين يتابعون المنافسات في المدارس لاختيار أصحاب المهارات والإمكانيات العالية لصقل مواهبها، وتطرق القاسم للدعم المادي، حيث أوضح أن معظم برامج الاتحاد موقفة التنفيذ لقلة الدعم، كذلك بعض الأندية لا تهتم باللعبة، لذلك نجد انحصار المنافسة بين ناديي الأهلي والهلال دائما كونها تهتم بدعم اللعبة ماديا ومعنويا. الشريف: المختصون غائبون وحمل المشرف العام على طائرة الهلال منصور الشريف الأندية مسؤولية الإخفاق لانصباب اهتمامها على لعبة واحدة فقط، مما يحد من قوة الألعاب الأخرى، كما أن عدم الاهتمام بالقاعدة له دور واضح في فقدان المواهب، ومن هذه النقطة يجب على الأندية والاتحاد العمل سويا لإنشاء مدارس تعليمية خاصة للناشئين يستطيع من خلالها تعليم اللاعب المهارات الأساسية للعبة التي تختلف تماما عن كرة القدم من حيث التعليم، حيث نجد لاعب القدم ليس بحاجة إلى مهارات معينة في النادي فبالإمكان اكتسابها في الحارة أو في المدرسة، بينما الطائرة لها أصول وفنيات يجب تعلمها على يد متخصصين فيها، مؤكدا على ضرورة إقامة معسكرات داخلية وخارجية للناشئين والشباب مع اختيار اللاعبين من جميع أندية المناطق وعدم حصرها على الفرق الكبيرة. الظاهري: المدرب مسؤول وأرجع المشرف على طائرة الاتحاد سمير الظاهري انخفاض مستوى اللعبة، لعامل رئيسي متمثل في مدرب المنتخب الأول الذي يعد المسؤول عن اللاعبين واختيارهم، حيث نجد أن أغلب اللاعبين يمثلون ناديي الهلال والأهلي، ونرى اهتمام المدرب ينصب على المباريات التي تجمعهما، في الوقت الذي يتجاهل فيه لقاءات دوري الشباب ودوري الدرجة الأولى والتي تزخر باللاعبين الموهوبين الذين هم بحاجة إلى الفرصة، ونقطة التغيير ضرورية جدا. نازي: حذار من المعسكرات الطويلة واتفق أيمن نازي عضو مجلس إدارة الأهلي والمشرف على الطائرة، مع سابقيه على أن نقطة الانطلاق نحو الآسيوية والعالمية تبدأ بالاهتمام بالقاعدة بصقل مواهبهم عبر مدربين عالميين بجانب إقامة المعسكرات دائمة للناشئين تحت إشراف الجهاز الفني باتحاد اللعبة، محذرا من المعسكرات الطويلة والتي قد تكون نتائجها سلبية على اللاعبين والأندية على حد سواء، مستشهدا بفترة الاستعدادات الحالية للبطولة الخليجية والتي بدأت من الطائف ومن ثم الرياض وتركيا والمنطقة الشرقية ثم الذهاب إلى مسقط وهذا من شأنه أن يولد ضغطا على اللاعبين ويفقدهم التركيز في المباريات، مطالبا الجهاز الفني للمنتخب بإعادة آلية اختيار اللاعبين بحيث يكون متابعا لجميع مباريات الدوري ومنح الوجوه الشابة فرصة اللعب لإظهار إمكانياتها، مع تركيز اختياره على أصحاب القامة الطويلة والذين يعتبرون مهمين في اللعبة التي بحاجة فعلية لدعم الأندية. دومان: لا بد من رعاة وطالب مدير طائرة الأهلي سابقا علي دومان بإيجاد رعاة للعبة في الأندية والمنتخبات، لتوفير الدعم المادي والمعسكرات، إلى جانب تفعيل دور الأندية من خلال عقد اجتماعات دورية مع ممثليها من قبل اتحاد اللعبة، لإذابة العقبات التي تواجهها، بالإضافة إلى إقامة لقاءات ودية بين الأندية تحت إشراف الأجهزة الفنية للمنتخبات لاكتشاف المواهب والعمل على تطويرها، وإنشاء دوري خاص بالناشئين، والاستفادة من دوري الدرجة الأولى بمتابعتها ودعمه ماديا حتى تتحقق الفائدة من إقامته.