أثار اختفاء لعبة طائرة الاتحاد عن البطولات في السنوات الماضية علامات استفهام كثيرة حول الأسباب التي أدت إلى ذلك، بالرغم من باعها الطويل في اللعبة، حيث تعتبر الأولى التي مثلت المملكة في البطولات الخارجية عندما خاضت البطولة الخليجية الأولى، علاوة على منافستها على البطولات المحلية لسنوات طويلة، إلا أنها زالت من قاموس المنافسة بعد رحيل الجيل الذهبي لها، الأمر الذي جعلها حبيسة النتائج المتواضعة لتواصل سباتها العميق بعيدا عن ضجة المنافسة، بعد أن كانت الرقم الأول فيها لتصبح بعد ذلك مجرد ذكرى، لاقت رفض كل محبي الاتحاد واللعبة على حد سواء. «عكاظ» سلطت الضوء على الأسباب التي كانت وراء انحدار مستوى اللعبة في السنوات الماضية، واستطلعت آراء عدد من منسوبي اللعبة حاليا ولاعبيها السابقين، إلى جانب مسؤولي نادي الاتحاد واتحاد كرة الطائرة، لتصل إلى الحلول الكفيلة بإعادتها لسابق عهدها عندما كانت رقما صعبا في جميع الاستحقاقات التي تشارك بها، وخرجنا بالمحصلة التالية: وأوضح رئيس نادي الاتحاد المهندس إبراهيم علوان أن إدارته مهتمة بجميع الألعاب الجماعية منها والفردية، وتابع: «سبق أن وضعنا آلية للعمل الإداري بحيث تم توزيع المهمات على كل أعضاء مجلس الإدارة، وكل منهم مكلف بالإشراف على لعبة بعينها، يأتي ذلك بهدف تقديم الدعم والإيفاء بمتطلبات كل لعبة على حدة، حتى ننهض بجميع الألعاب في النادي، خاصة وأننا نطمح في المنافسة على البطولات التي نشارك بها، ولعبة الطائرة إلى جانب كرة اليد وتنس الطاولة سبق للاتحاد أن حقق بطولاتها؛ لذلك نسعى وبكل جهد لدعم الطائرة لكي تعود إلى سابق عهدها وحقيقة بدأنا الآن في ترتيب وضعها، حيث تم تكليف الدكتور طلال أدهم لمتابعة شؤون اللعبة، وبإذن الله ستشهد ألعاب النادي نقلة نوعية ستسهم في رفع مستواها والدخول في المنافسة على الألقاب. اتخذنا في النادي خطوة أتمنى أن تلاقي نجاحا كبيرا، ممثلة في تخصص كل شخص بلعبة معينة بهدف تحقيق التطور ورسم خطط عريضة لكيفية دعمها وما تحتاجه من ميزانية، ونعد جماهير العميد بمزيد من الاهتمام في جميع الألعاب، خاصة أن الجميع يعمل لمصلحة الكيان». فيما قال حسن باصفار عضو مجلس إدارة الاتحاد عضو اتحاد الطائرة سابقا: «كانت المنافسة محصورة بين الاتحاد والأهلي في اللعبة التي حققنا فيها عدة ألقاب، وسبق أن مثلنا المملكة في أول بطولة خليجية والتي أقيمت بنظام الذهاب والإياب واستطعنا في تلك البطولة تقديم عروض قوية، وأذكر أن أول فريق خليجي حققها كان الجزيرة الإماراتي الذي استعان بلاعب دولي مميز من كوريا الجنوبية، حيث كان نظام البطولة في تلك الفترة قبل عشرين عاما يسمح بمشاركة اللاعب الأجنبي»، وتابع: «كنا ننتظر مباراة الاتحاد والأهلي بفارغ الصبر، وكانت صالة رعاية الشباب تقفل قبل بدء المباراة بساعتين وتشهد المنافسة بينهما قوة وإثارة، وللأسف فريقنا الآن ومنذ سنوات بعيد عن المنافسات ويحتاج إلى جهد وافر ودعم مالي واهتمام من قبل الإدارة ممثل في جلب لاعبين مميزين، خاصة أن الفريق في الوقت الحالي ينقصه معد، والجميع يعرف أن هذا المركز يمثل أهمية بالغة في الفريق كونه المحرك لجميع العناصر، إلى جانب عدد من الضاربين (في مركزي ثلاثة وأربعة) هذا إذا أردنا المنافسة وعودة اللعبة إلى ما كانت عليه، حيث ابتعد الجيل الذهبي ولم يظهر جيل آخر بعده حتى الآن، ومبارياته مع الأهلي والهلال دائما محسومة؛ لأن الأخيرين دعما صفوفهما بلاعبين من أندية أخرى واهتما بالفريق ودعمه وأسسوا قاعدة صلبة، لذلك أصبح التنافس محصورا بينهما وهذا حق مشروع لهما، ولا أخفيك أن الفريق يملك حاليا عددا من الشباب الجيدين، إلا أنهم بحاجة إلى وقت كاف ودعم من الإدارة بإقامة معسكرات وجلب لاعبين لدعم صفوف الفريق في الفترة المقبلة، ونتمنى أن تعود الطائرة للعهد الذهبي التي كانت عليه». في حين، ذكر جمال عسيري عضو اتحاد الطائرة لاعب الاتحاد السابق أن الفريق يملك لاعبين شباب بحاجة لصقل مواهبهم وإعدادهم بشكل جيد، إضافة إلى إقامة المعسكرات الداخلية والخارجية بهدف الاحتكاك وزيادة الخبرة، كما أن الدعم المادي أصبح ضروريا للنهوض باللعبة، وإيجاد كوادر وطنية من مدربين وإداريين، إضافة إلى جلب عدد من اللاعبين طوال القامة، أيضا الاهتمام بالقاعدة هو الأساس للفريق الأول، لذلك الدعم مطلوب والاهتمام بالشباب والناشئين هو الحل لإعادة اللعبة إلى أمجادها، خاصة أن المنافسة في الوقت الحالي محصورة بين ناديين، ولكن الاتحاد والنصر قادمان بالقوة نحو الساحة؛ كونهما في الفترة الماضية منحا لعبة الطائرة اهتماما أكبر ولديهما عدد من الشباب سيكون لهم مستقبلا في المواسم المقبلة، وتمنى من الإدارة الحالية برئاسة المهندس إبراهيم علوان أن تهتم وتدعم الطائرة حتى تنافس وبقوة على بطولات الدرجة الأولى وبطولات الناشئين والشباب، «لاسيما وأننا شاهدنا شباب الاتحاد ينافسون على بطولة الموسم الماضي، وهذا مؤشر أن هؤلاء الشباب يملكون الكثير ليقدمونه للفريق الأول بعد صقل مواهبهم». وأكد حسن باسودان كابتن الاتحاد السابق مساعد المدرب الحالي، أن جيل الاتحاد السابق اعتزل، ولم يكن هناك قاعدة للفريق الأول مما تسبب في خلل عام، إضافة إلى قلة الدعم من بعض الإدارات السابقة في الوقت الذي اهتم فيه الهلال والأهلي بجلب عدد من نجوم اللعبة من الأندية الأخرى، ما جعل التنافس بينهما محصورا وهذا أمر طبيعي. «ولم يكن أمامنا في الفترة الأخيرة إلا الاهتمام بالقاعدة، وإن شاء الله سيكون لهم شأنا كبيرا في المستقبل القريب بإذن الله، أيضا هناك تنسيق مستمر مع المشرف العام على الفريق وقدمنا للإدارة جميع متطلباتنا ولدينا قاعدة صلبة معظمهم من الشباب، ونعد جماهيرنا بعودة قريبة للعبة وستكون المنافسة على الألقاب قريبة جدا». فيما أكد سمير الظاهري اللاعب السابق مشرف الفريق الحالي، على وجود قاعدة صلبة سيكون لها شأن قريبا، وتابع: «عملنا منذ سنوات على إيجاد شباب يدعمون الفريق الأول، وأعتقد أن الحال يسير للأفضل بخلاف المواسم الماضية ويحتاج هؤلاء الشباب للاهتمام وإقامة معسكرات دائمة داخلية وخارجية لإعدادهم كما ينبغي، كما نحتاج إلى جلب لاعبين في خانات معينة وخاصة في الإعداد؛ لأنه بعد رحيل معد الفريق حسن باسودان لم نجد معدا يملأ الفراغ، وإن كان المعد الحالي أعطى كل ما لديه. سبق وأن قدمنا اقتراحات وميزانية لإدارات سابقة وكل إدارة قامت بدورها حسب إمكانياتها، والتي لم تكن كافية للنهوض باللعبة وإعادتها لسابق عهدها، خاصة أن الهلال والأهلي دعما اللعبة في ناديهما وجلبا نجوم الأندية، وأقاما معسكرات لفريقهما وشاركا في بطولات خارجية، لذلك من الطبيعي أن تنحصر المنافسة بينهما، ونسعى بإذن الله لإعادة هيبة الطائرة الاتحادية من خلال صقل المواهب الموجودة. حقيقة الإدارة الحالية برئاسة المهندس إبراهيم علوان تسعى جاهدة للاهتمام بجميع الألعاب المختلفة في النادي، بما فيها لعبة الطائرة وأوكلت الإدارة لهذه اللعبة عضو مجلس الإدارة الدكتور طلال أدهم الذي عقد عدة اجتماعات مع منسوبي اللعبة وطلب تقديم خطة تطويرية لها وحصر متطلباتها، ووعدنا بتقديم الدعم لجميع فرق الطائرة، وحقيقة نحن متفائلون بهذه الإدارة والتي تعد بتقديم المزيد من العطاء والجهد لعودة الطائرة الاتحادية كما كانت في السابق، حيث كانت تنافس على جميع البطولات المحلية والخارجية، خاصة أننا أول فريق سعودي يشارك في بطولة خارجية وقدمنا فيها أفضل وأقوى العروض على الإطلاق». وتابع: «ننتظر تطبيق قرار منح اللاعب الذي يتخطى 28 عاما حرية الانتقال لأي ناد يرغبه؛ كون ذلك سيسهم في إحداث نقلة نوعية في تطور اللعبة، وسيصبح التنافس بين أكثر من خمسة أندية بدلا من احتكارها على ناديين، وأتمنى ألا تطول دراسة القرار ويطبق في أسرع وقت»، موضحا أن هناك معسكرا إعداديا سيقام في القاهرة استعدادا لبطولة الدوري. ووعد الظاهري جماهير الاتحاد العاشقة للعبة الطائرة أن تعود إلى منصات التتويج بشباب ناديها الذين بحاجة لدعم ورعاية واهتمام. من جانبه، علق أمين عام اتحاد اللعبة صالح القاسم على تطبيق قرار انتقال اللاعب من ناديه بعد تخطيه 28 عاما دون الرجوع إلى ناديه، بالقول: «هذه النقطة محل دراسة الاتحاد وسبق مناقشتها أكثر من مرة، لكن مثل هذه الحالة تحتاج إلى دراسة وضوابط لحفظ حقق اللاعب والنادي في آن معا، لذلك سنضع لوائح وضوابط ليكون القرار سليما ومتى ما وصلنا إلى هذه الصيغة التي تكفل لجميع الأطراف حقوقهم، سنعلن عن تطبيقها. وفي اجتماعنا المقبل سنضع بعض اللمسات ومتى ما تم استكمالها بالشكل الجيد الذي يخدم اللاعب والنادي ويساعد في تطور الأندية سيتم إقرارها والعمل بها. وعلق على انحصار المنافسة بين الأهلي والهلال بالقول: «كل ناد يهتم ويدعم ناديه من حقه المنافسة، فالهلال والأهلي دعما اللعبة ويهتمان بها، ونحن في الاتحاد نسعى ونتمنى أن تكون المنافسة بين أكثر من أربعة أو ستة أندية وهذا مطلب لنا في الاتحاد». ونفى القاسم أن يكون عناصر المنتخب من ناديي الهلال والأهلي فقط، موضحا أن اللاعبين المستدعين للمنتخب من أكثر من ناد، ولكن معظمهم من هذين الناديين، مستشهدا بالمنتخب المصري الذي أغلب عناصره من ناديي الزمالك والأهلي، بالرغم من وفرة الأندية المهتمة في اللعبة، مطالبا في ختام حديثه الاهتمام بكرة الطائرة ودعمها حتى تصل لأعلى مستوياتها، متمنيا التوفيق لمنتخبنا الذي يشارك في البطولة العربية في القاهرة.