(آدم خو) نقل لنا تجربة جميلة عن أصغر مليونير في سنغافورة أترجمها لكم هنا من (الإنترنت) يقول المليونير الصغير سنا: قد يعلم البعض منكم أنني أتنقل كثيرا في المنطقة من أجل حضور وإقامة الندوات والحلقات الدراسية في مكاتبي المتواجدة في ماليزيا وأندونيسيا وتايلند والصين. لذا أجد نفسي في المطار كل أسبوعين، مما يجعلني أقابل العديد ممن حضروا ندواتي وحلقاتي أو قرؤوا كتبي، أخيرا وبينما كنت جالسا في طائرة متجهة نحو كوالالمبور، اقترب مني شخص بدت عليه الدهشة وبادرني بالسؤال (لماذا يسافر مليونير مثلك على الدرجة السياحية) فأجبته قائلا: (هذا هو السبب وراء كوني مليونيرا) كانت الحيرة والدهشة لازالت ترتسم على وجهه، مما أكد لي أكبر كذبة روجت عن الثراء والتي كانت موضوع كتابي الأخير (أسرار المليونيريين العصاميين) حيث تم غسل دماغ العديد من الأفراد حتى باتوا يعتقدون أن على جميع المليونيريين ارتداء غوتشي، وبوص، ورولكس، ولا يسافرون إلا على مقاعد الدرجة الأولى. وهذا هو السبب وراء عدم وصول العديد إلى الثراء، إذ حالما يجنون المزيد من الأموال يعتقدون أنه من الطبيعي الإنفاق أكثر، مما يعيدهم إلى حيث كانوا، إلى نقطة الصفر والحقيقة هي أن معظم المليونيريين العصاميين مقتصدون ولا ينفقون أموالهم سوى على الأمور الضرورية ذات القيمة، مما يمكنهم من مضاعفة ثروتهم على نحو أكثر سرعة من غيرهم، خلال السنوات السبع الأخيرة ادخرت 80 في المائة من إيراداتي بينما بإمكاني اليوم ادخار 60 في المائة فقط (بسبب دعمي لزوجتي وحماتي وخادمتين وطفلين)، إلا أن ذلك مازال فوق مستوى ادخار معظم الأفراد الذين يدخرون «10%» من إيراداتهم (إن كانوا محظوظين)، إنني أرفض شراء تذكرة طيران درجة أولى أو قميص بقيمة 300 دولار، حيث أعتبر ذلك هدرا للمال، إلا أنني مستعد بكل سعادة لدفع 10300 دولار مقابل ذهاب ابنتي التي هي في الثانية من عمرها إلى مدرسة جوليا غابرييل للخطابة والمسرح دون تردد. لدى التحاقي منذ عدة سنوات بنادي رواد الأعمال الشباب (ناد خاص لكل من هو دون الأربعين من العمر ويجني أكثر من مليون دولار في العام من خلال أعماله الخاصة) أكتشفت أن العصاميين منهم يفكرون مثلي. العديد منهم من الذين يصل صافي ثروتهم إلى أكثر من خمسة ملايين دولار يسافرون على الدرجة السياحية، وبعضهم يقودون سيارات مثل تويوتا أو نيسان بدلا من (بورش أو مرسيدس أو بي أم دبليو). لفت انتباهي أن الذين لم يضطروا للعمل الجاد لجمع ثروتهم فقط هم الذين ينفقون أموالهم غير مبالين بما يحمله الغد، بطريقة ما، إذا لم تضطر إلى جمع ثروتك من العدم فإنك لن تقدر قيمة المال، ولهذا السبب نادرا ما تجد ثروة أسرة ما (مهما بلغت قيمتها) تستمر إلى أبعد من الجيل الثالث لتلك الأسرة. أحمد الله على أن والدي الثري تنبأ بمثل هذا الاحتمال الرهيب ورفض إعطائي سنتا واحدا لبدء عملي الخاص. يسألني بعض الناس (ما المنطق والفائدة من وراء جمع كل هذه الأموال إذا لم تستمتع بها ؟) وجوابي أنه في حقيقة الأمر لا أجد سعادتي في شراء ملابس أو مجوهرات ذات ماركات وأسماء لامعة أو الجلوس في الدرجة الأولى. حتى وإن أسعدني شراء شيء ما فإن تلك السعادة تزول بعد لحظات ولا تدوم. إن السعادة المادية لا تدوم، بل إنها ترفع من معنوياتك لحظات فقط لتعود بعد فترة قصيرة إلى الشعور بالإحباط، وتضطر إلى شراء شيء آخر ترى أنه سيشعرك بالسعادة. دائما ما أرى أنه إذا ما كنت بحاجة إلى شراء أشياء مادية لتشعر بالسعادة، فإنك تعيش حياة حزينة لاتحقق فيها مبتغاك. على العكس من ذلك، مايغمرني بالسعادة هو رؤية أبنائي يضحكون ويلعبون ويتعلمون بسرعة.. ما يشعرني بالسعادة هو رؤية شركاتي والمدربين يصلون إلى عدد أكبر من الأشخاص كل عام في العديد من الدول الجديدة .. مايسعدني أكثر هو قراءتي لكافة رسائلي الإلكترونية حول كيف كانت كتبي وندواتي وحلقاتي عامل التأثير والإلهام في حياة شخص ما. مثل هذه السعادة تدوم معي لفترة طويلة، أكثر بكثير من السعادة التي قد أشعر بها لدى شرائي لساعة رولكس. أعتقد أن الأمر الذي أود إيصاله هنا هو أن السعادة يجب أن تنبع من قيامك بأداء وظيفتك سواء كانت التدريس أو تعمير الأرض أو التجارة أو غير ذلك، والأموال التي ترد معها ماهي سوى مجرد ناتج فرعي. إذا كرهت ما تقوم به وكنت تعتمد على المال الذي تجنيه فقط لإدخال الفرحة إلى قلبك من خلال شراء الأشياء، لاشك أنك إنسان بائس تعيش حياة تفتقر إلى المعنى والهدف، ولكم هي قاسية الحياة عندما تفتقد المعنى والهدف!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 134 مسافة ثم الرسالة