القوة والنفوذ للرجل والجمال والموضة للمرأة هذا السباق المحموم بينهما يسير على خطوط متوازية فالرجل منذ ولادته وهو يبحث عن القوة فيظهر ذلك في صغره إلى أن يكبر فيبدأ البحث عن النفوذ الذي يعطيه القوه ويصبح الهاجس في حياته لبلوغ هذا الهدف الفطري الذي يميز الرجل عن المرأة والبعض من الذين لا يتمكنون من تحقيق هذا الهدف ينقلبون لإظهار القوة في منازلهم بين أبنائهم وزوجاتهم وقد تحيل حياتهم إلى ما يشبه الإقامة الجبرية، وضعف تكوين المرأة وشخصيتها التي تنجذب نحو العاطفة يجعل منها أرضية سهلة لتطبيق هذا النفوذ المنزلي. الكثير من المسلسلات والأفلام التي استطاعت قراءة وفهم هذه الفطرة لدى الرجل أخرجت الكثير من الأفلام التي تحاكي ذلك في شخصيات مختلفة جعلت نجاحها على الشاشة الصغيرة مبهرا للرجل وهو يرى نموذجا لما يتمناه يتبلور أمامه في هذه القصص وهو أيضا ما جعل أجيالا تربى على الخوف لوجود صاحب السلطة والنفوذ الذي لا تناقش أوامره. أما المرأة والتي منذ طفولتها وهي تبحث عن الجمال والأناقة فهذه الفطرة أيضا تكبر معها وهي تبحث عن فتى أحلامها بطريقة شرعية وهي تظهر أجمل ما فيها أيام الخطوبة لزوجها حتى ما أن تدخل إلى بيت الزوجية تختفي هذه الفطرة داخل المنزل وتتجه خارج المنزل وكأنها تلهث لئلا يفوتها قطار العمر بين أقرانها. فتصبح المساحيق والموضات همها الأكبر وتتزاحم بهن صالونات التجميل وقاعات الرياضة للتخسيس والرشاقة. وما أن يظهر منتج يتحدث عن الجمال حتى يصبح هو شغلها الشاغل وحديث المجالس والكسب المادي لأصحاب المحلات الذين ملأوا دعاياتهم بصور الفتيات الجميلات وهن يروجن للجمال والرشاقة. هذا السباق بين القوة والجمال أوجد منطقة اختلطت فيها المفاهيم وأوجدت نوعية جديدة وهي المرأة المسترجلة وهذه النوعية قلبت الموازين فعندما يتم التلاعب في الفطرة الإنسانية ويجري تبادل الأدوار بين الجنسين فإن خللا كبيرا سيحدث على نطاق الأسرة ابتداء ويليه خلل عام على مستوى المجتمع. من المهم أن يكرس الإنسان فطرته كما يريد في الحدود التي شرعها الله، ولكن الكارثة عندما يتم التمرد على هذه الفطرة والبحث عن مكونات أخرى للشخصية حتى لو لم تكن ملائمة لتركيبتها ومكوناتها وصفاته الجسمية والنفسية. عميد متقاعد عبد الله عايش حسين العلوني الدمام