وصف عدد من الحرفيين المنتدى الأول للأسر المنتجة بأنه فرصة للتعريف بمنتجاتهم وتسويقها والنهوض بالحرف اقتصاديا، وأكدوا أن تحويل المجتمع من استهلاكي إلى منتج يتحقق بتوفير المزيد من الدعم والتشجيع والتدريب الحرفي المستمر. ويرى علي محمد (55 عاما)، الذي جاء من منطقة القصيم لعرض أجود أنواع التحف الأثرية، أن ما تحتاجه هذه الأسر الدعم والتشجيع أولا وقبل كل شيء، وأن المهن الحرفية تحتاج إلى التدريب بشكل مستمر. وقال: «إن هذه الهواية كان يمارسها منذ القدم، وله مقتنيات كثيرة لها أكثر من 50 عاما لا يزال يحتفظ بها ويتطلع لاستثمارها. ووصفت عبير الهملان مدربة تطريز وتصميم إلكتروني أن هذا اليوم مميز وقالت: قدمنا لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لوحة تذكارية نظير اهتمامه بالمنتجات والنهوض بها اقتصاديا وكونه صاحب كلمة ورسالة. وعبرت أميرة العنزي مشرفة الأسر المنتجة في جمعية البر في جدة عن سعادتها بالمنتدى، وصفته بالمميز كونه يحمل عبق الماضي والأعمال الحرفية الخاصة بهذه الأسر، وقالت: «نحن هنا نشارك مع الجميع ونعرض الحرف الخاصة بالجمعية، ونتمنى أن ينظم هذا المنتدى بشكل سنوي لما له من الدعم النفسي والمعنوي من جميع الجهات». وتطالب العنزي الدعم المادي لهذه الأسر بمخصصات مالية وإيجاد وظائف شاغرة لهم. أم عبدالعزيز التي يعتبر عملها في صناعة الصوف هو مصدر رزق لها كونها امرأة مطلقة. تقول: أعمل في هذا المجال منذ صغري وأبيع القطعة الواحدة ب25 ريالا وحسب الكمية المتوفرة والحجم. وأكد محمد السلمان (60 عاما) أن عمله في صناعة الخشب مصدر دخل جيد له، لافتا إلى أنه يحقق نحو ألف ريال في الشهر، وأضاف «هذه المعارض تبرز أعمالنا الحرفية ولم نكن نتوقع أن يكون الإقبال عليه بهذا الحجم كما رأيناه الآن». أما محمد الجمعان، من منطقة بريدة ويعمل في صناعة الأحذية، فقد بين أن هذا المعرض يبرز أعماله ويعرف الناس على منتجاته. وعبرت سيدة الأعمال لينا الحريري عن سعادتها بتنظيم المنتدى، وقالت: كانت فكرة تحويل المجتمع إلى منتج بدلا من مستهلك والاستفادة من قدرات أبنائه الهائلة والقادرة على ذلك التحول الإيجابي، حلما راودني قبل سنوات وبدأت في تحقيقه من عشر سنوات بخطى ثابتة وكنت أتطلع إلى اليوم الذي ينال هذا الحلم التأييد والتمكين من ولاة الأمر وهذا ما حصل في المنتدى الأول للأسر المنتجة. وأضافت: واجهت الكثير من الصعوبات منذ انطلاقي نحو تحقيق الحلم وإطلاق مشروعي الخاص في مجال التصميم والإنتاج والذي يعنى بتصميم كماليات اللمسة الأخير في عالم الديكور، إلى جانب فنون الخياطة والأشغال اليدوية، ومن أهمها عدم جدية سوق العمل في التعاطي مع المرأة وتسويق المنتج فضلا على غياب الأنظمة القانونية الكفيلة بحماية المنتج وغلاء المواد الأولية، وأجد هذه فرصة مناسبة لتوجيه الشكر والامتنان لراعي المنتدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على تفضله برعاية المنتدى إيمانا منه بأهمية ودور الأسر المنتجة في التنمية الاقتصادية للوطن. وكذلك أقدم شكري لزوجي منصور بن مساعد السديري، الذي قدم لي الدعم اللامحدود، حيث كانت له رؤية ثاقبة بعيدة المدى تؤكد ضرورة الاعتماد على الإنتاج بدلا من الاستهلاك.