في تاريخ المجتمعات البشرية أيام لا تُنسى، غيّرت وجه الحياة على أراضيها، واستقرت في الذاكرة الفردية والجمعية، وتوارثها الأجيال جيلا بعد آخر، وما الأول من شهر أكتوبر من كل عام، إلا واحدا من الإيام التي لا تنسى، في تاريخ الإعلام السعودي، ففي ذلك اليوم ظهر لأول مرة أول نظام إذاعي سعودي (الإذاعة السعودية) منطلقا من صعيد عرفات، ولكي أحدد ذلك على وجه الدقة، كان يوم الأحد التاسع من شهر ذي الحجة من العام 1368ه (الأول من أكتوبر 1948م) وقد مر هذا اليوم هذا العام دون أن يكترث به الإعلام السعودي، ودون أن تكرس الإذاعة السعودية نفسها - على حد علمي - لاستعراض نشأتها، وبداياتها، وتطورها، ومعاناة من شهدوا مولدها، ودون إلقاء الأضواء على التوسع في خططها وبرامجها، وتعريف الجيل الحالي من الإعلاميين، بما أسبغه الجيل الأول على الإذاعة السعودية من: نشاط متواضع على طريقة «الجود من الموجود». مؤسف حقا ألا يحتفي أحد بمرور ستين عاما على ظهور الإذاعة السعودية، وهناك من شهدوا ولادتها ولكنهم قضوا نحوبهم، ولم تبق منهم إلا ذكريات عند بعض الأحياء، وهم قلة. أيجوز أن تقابَل الإذاعة السعودية بهذا النسيان، وعدم الاعتراف بأدوارها الأساسية في تنمية المجتمع السعودي، وفي تخريج جيل من الإذاعيين السعوديين حفروا في الصخر، يوم لم تكن هناك معاهد إذاعية، ولا مكتبات عامة، ولا كليات إعلامية، تعدهم، وتؤهلهم للقيام بوظائفهم بوصفهم ضباط اتصال في الإعلام. في تقديري أنه لو مرت ستون عاما على إنشاء أي مؤسسة إعلامية في أي مجتمع، لما تردد إعلامه، ومفكروه، ومثقفوه، وأكاديميوه من تقييم ما هي عليه الآن، وما يتوقعون أن تكون عليه في المستقبل في عصر يلد كل شهر - بلا مبالغة - إعلاما جماهيريا جديدا. إن الوسيلة الإعلامية التي تنسى نفسها، أو ينساها أعضاء مجتمعها، ستبقى شاهدة على أن من لا يعبأ بها، ولا بماضيها، ولا بحاضرها، ولا بمستقبلها لا تعبأ به، وهذا غير مقبول في مجتمع سعودي يرفض النكران والتنكر، ويأبى أن يتعامل بهما فيا مسؤولي الإذاعة السعودية، دعوا المتلقي الحالي يعش الماضي بكل ما كان فيه من آلام وآمال، والحاضر بكل ما فيه من سعة، والمستقبل بكل ما فيه من تطور علمي وتقني، ترسي دعائمه «جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية» وتعززه ميزانيات ضخمة، وقوى بشرية مؤهلة، وكفاءات سعودية قادرة على الأخذ والعطاء. ومن هنا أقترح برمجة الأحداث الإعلامية البارزة في تاريخ الإعلام السعودي، التي تعد نقاط انطلاق أسهمت بشكل واضح، في تنمية المجتمع، والرفع من مستوى إعلامه: المسموع، والمقروء، والمرئي، ومن ثم الاحتفاء بها في مناسبتها، أما أعزائي مسؤولو الإذاعة السعودية، فألومهم وأعتب عليهم، وأذكرهم بأن اليوم الأول من أكتوبر من كل عام، هو مولد الإذاعة السعودية، فذكِّروا الناس به يذكُرُوها ويَذكُروكم، والذكرى تنفع المؤمنين. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة