بدأ في السنوات الأخيرة الاهتمام بترتيب الجامعات عالميا من قبل مؤسسات طموحة تقدم خدماتها للجامعات والمؤسسات الخاصة. ولفترة قريبة كان مقياس (US News And World Report) الأمريكي واحدا من أشهرها. وكذلك في بريطانيا كان (London Guardian's) والذي يركز على جودة التدريس واحدا من المؤشرات المهمة في الجامعات البريطانية، وكانت الجامعات وعمادات القبول والتسجيل فيها تترقب صدور التقرير بفارغ الصبر لما يشكله هذا الترتيب للجامعات البريطانية من أهمية من نواحي اقتصادية وتنافسية ودعائية. واليوم أصبحت هذه التقارير السنوية والتي تقوم بترتيب الجامعات على مستوى العالم تشكل أهمية كبيرة للطلبة وأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية، وكذلك الشركات الخاصة، حيث إن وجود أي جامعة في المراتب المتقدمة عالميا يعطيها ميزة تنافسية لزيادة عدد الطلبة الملتحقين فيها، إضافة إلى استقطاب شركات الأعمال لخريجيها وتوظيفهم. واليوم تسيطر ثلاثة مؤشرات عالمية مشهورة على مستوى العالم لترتيب الجامعات وهي: مؤشر جامعة شنغهاي الصيني والذي يقدم ترتيب لي (500) جامعة على مستوى العالم والذي يعتمد في معاييره بشكل مكثف على أنشطة الجامعة البحثية، وتاريخها القديم وكم عدد أعضاء هيئة التدريس فيها والذين حصلوا على جائزة نوبل في العلوم أو أي جوائز علمية عالمية، دونما اهتمام بنشاطات الجامعة الآنية، إضافة إلى عدم إعطاء أي ترتيب لأية جامعة بعد الخمسمائة وهذا مؤشر يفتقد إلى الموضوعية، ومؤشر الترتيب الإسباني (ويبوميتريكس) والذي يعتمد بشكل أساسي على أنشطة مواقع الجامعات على شبكة الإنترنت وما تشتمل عليه من ملفات ومحركات بحث، وهنا كسابقه يركز هذا المؤشر على الأنشطة البحثية للجامعة دونما أدنى اهتمام بتميز الجامعة من ناحية طرق التدريس أو عدد الإصدارات والمؤلفات، ومؤشر ترتيب (التايمز كيو إس) وهذا المؤشر يرتب أفضل مائتي جامعة على مستوى العالم، وذلك بالتعاون مع شركة (QS) الاستشارية وشركة (ايفدينس المتحدة). هذا المؤشر يعتمد على مجموعة من المعايير منها: تحكيم وآراء أعضاء هيئة التدريس في الجامعة ونسبتها (40 في المائة)، استطلاع رأي جهات التوظيف (10 في المائة)، معدل نسبة الطلبة الأجانب المسجلين في الجامعة (5 في المائة)، معدل نسبة أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الأجانب (5 في المائة) معدل نسبة الطلاب لكل عضو هيئة التدريس (20 في المائة)، الاستشهاد بآراء الطلاب والعمادات (20 في المائة)، ونجد هنا أن مؤشر (التايمز) يتميز عن المؤشرات السابقة بأخذ آراء الشركات الموظفة لخريجي الجامعات الداخلة في الترتيب وهذا معيار إيجابي ذو قيمة مضافة عن المؤشرات الأخرى. مما سبق وباختصار شديد أردت في هذا المقال أن أسلط الضوء على هذه المؤشرات العالمية وأبارك لجامعة الملك سعود بحصولها على الترتيب الأول عربيا والترتيب (247) عالميا متقدمة بذلك على جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، حيث حصلت على الترتيب (266) عالميا وذلك حسب مؤشر (التايمز QS)، ويحسب للجامعتين الأخذ بالمبادأة فاليوم الترتيب (247) وغدا إن شاء الله الترتيب (الأول)، كما آمل من جامعاتنا الأخرى الدخول في هذا السباق والمنافسة الشريفة للحصول على مراكز متقدمة في الترتيب، كما أنني أناشد وزارة التعليم العالي أن تفتح المجال لشركات محلية تضم مجموعة من المختصين والنخب التربوية لإعطاء وإصدار مؤشر سنوي محكم محلي يصنف ويرتب جامعاتنا وإعطاء الجامعات ذات الترتيب الأول والثاني والثالث حوافز كزيادة في الميزانية أو تسهيل لتوظيف خريجيها وغيرها. فايز إبراهيم أبو لبن جدة