يطلق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الليلة أعمال أول منتدى سعودي للأسر المنتجة، والذي يعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتنظمه الغرفة التجارية الصناعية في جدة في قاعة ليلتي للمناسبات على مدار يومين. وتتميز الجلسة الأولى التي تعقد بعنوان «البناء المؤسسي» بمشاركة فاعلة حيث يتحدث فيها الأمير خالد الفيصل، إضافة إلى وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، وزير التجارة والصناعة عبد الله بن أحمد زينل علي رضا، وزير العمل الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي، ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين. ويتضمن حفل الافتتاح كلمة لرئيس المنتدى عضو مجلس إدارة غرفة جدة رئيسة مجلس المسؤولية الاجتماعية ألفت قباني، ثم فيلما وثائقيا عن التجارب الناجحة للأسر المنتجة في السعودية، ويتحدث رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة محمد عبد القادر الفضل عن آمال وطموحات القطاع الخاص في تحويل المجتمع السعودي إلى منتج يشارك في التنمية المستدامة للوطن. دفعة معنوية وعبر المسؤولون في غرفة جدة عن سعادتهم برعاية خادم الحرمين الشريفين للمنتدى الذي ينظم للمرة الأولى تحت لواء مجلس جدة للمسؤولية الاجتماعية وبالشراكة مع أربع وزارات، وفي حضور أكثر من ألف شخصية سعودية وعربية وعالمية من المهتمين بالعمل الاجتماعي والخيري والاقتصادي. وأكد أن رعاية الملك لهذا الحدث الأول من نوعه هي استمرار لدعمه ورعايته المشكورة لكل عمل وطني في البلاد، ويعد تتويجا للقائمين عليه ما يعطيهم دفعة معنوية كبيرة لتفعيل دوره في خدمة اقتصادنا الوطني. وشدد على أن هذا الحراك الاقتصادي الأسري يعد خطوة جادة وفريدة من نوعها من غرفة جدة ممثلة في مجلس جدة للمسؤولية الاجتماعية لمشاركة الأسر المنتجة وتنمية مهاراتها وتحفيزها لدعم إنتاجها ودراسة طرق تسويقها والنهوض بمجالات عملها وتفعيل دورها من الناحية الاقتصادية لتحسين مستواها المعيشي خصوصا تلك الأسر ذات الدخل المحدود. رسالة واضحة من جانبها، اعتبرت قباني أن رعاية خادم الحرمين الشريفين إشارة واضحة على الأهمية التي يوليها للمجتمع السعودي وأبنائه، وتعكس بحق أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص ودورهما الريادي في خدمة المجتمع، مشيرة إلى أن هذه الرعاية ستساهم في الخروج بتوصيات جادة وواقعية تساهم في دعم هذا القطاع العريض. وأكدت أن المنتدى سيكون الأول من نوعه الذي يجمع أمير منطقة مكةالمكرمة وأربعة وزراء في جلسة واحدة خلال اليوم الأول بعد حفل الافتتاح في قضية (البناء المؤسسي) الذي يهم الكثير من الأسر السعودية، حيث سيتحدث الجميع عن التشريعات والتنظيمات. وأوضحت أن المنتدى يحمل رسالة واضحة وهي العمل على تنمية كوادر الأسر المنتجة وإدماج إسهاماتها في الاقتصاد الوطني تحت منظومة مؤسساتية متكاملة وتمكينها من مواجهة التحديات للوصول بمنتجاتها إلى مستوى التنافسية العالمية، مشيرة إلى أنه يركز على محاربة البطالة من خلال تأهيل الشباب وإكسابهم مهارات تمكنهم من إيجاد فرص عمل حقيقية وتوجيه طاقات المجتمع المدني للإنتاج الحرفي واليدوي للمساهمة في زيادة الناتج القومي ومؤسسة عمل الأسر المنتجة وتوفير كل الخدمات لتطوير إنتاجهم والوصول إلى مستوى التنافسية المحلية والدولية وإشراك كل الأسرة في نشاطها الإنتاجي مع زيادة دخل الفرد وتنويع مصادره. مخرجات تعمل إلى ذلك أوضح أستاذ الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم الحبيب، أن على هذا المنتدى مسؤولية كبيرة وأهدافا جسيمة لابد أن يحققها. وقال: علينا أن نخطو خطوات مركزة وواثقة لكي ننجح في إعداد مخرجات تنتج وتعمل وتصدر أسوة بباقي الدول التي سبقتنا في هذا المجال مثل كوريا واليابان وأمريكا وغيرها من الدول التي تدعم وتهتم بالأسر المنتجة. دعم وتطوير من جانبه، أوضح الأخصائي الاجتماعي يوسف الغامدي أن تشجيع الأسر المنتجة يعني أننا بدأنا في إعادة العربة إلى مكانها الطبيعي، لأننا عندما نفتح المنافذ للبسطاء كي يعملوا نغلق بذلك المنافذ المخالفة التي تستغلها العمالة في البيوت الخربة التي تتحول بقدرة قادر إلى مصانع للغذاء الفاسد. وطالب بدعم وتطوير الأسر المنتجة من خلال الحاجة إلى وجود هيئة اجتماعية اقتصادية ذات شخصية اعتبارية مستقلة إداريا وماليا تتولى وضع استراتيجية عامة لدعم وتنمية مشروعات هذه الأسر وإيجاد إطار تشريعي يوفر الأرضية القانونية الفاعلة لتعزيزها وحمايتها، وتأسيس صندوق لتمويلها يعمل على تسهيل وتبسيط إجراءات الحصول على قروض ميسرة. الأسر المنتجة أما الدكتورة نائلة عطار (خبيرة برامج الأسر المنتجة) قالت إننا نتطلع من المنتدى أن يسلط الضوء على تعريف مفهوم الأسر المنتجة بشكل دقيق وتوضيح الاختلاف بين الأسر المنتجة والعمل من المنزل والعمل عن بعد، حيث إن هذه الأعمال الثلاثة تختلف عن بعضها البعض، ولكن للأسف الشديد هناك من يعتقد أن مفهومها واحد ودورها واحد. وأشارت إلى أن الأمر يتطلب من القائمين إيجاد مفهوم شامل لكل عمل حتى لايكون هناك خلط بينها، مؤكدة أن هذه الأعمال في نهاية المطاف تساهم في تطوير مهارات الإنتاج للأفراد بعيدا عن الوظيفة في القطاع الخاص والحكومي. من جهتها، طالبت وعد العنيبسي المديرة التنفيذية لمجموعة متحف الشمع في جدة بوجود مرجعية خاصة للأسر المنتجة ودعمها لتلعب دورا حيويا في تحقيق نقلة نوعية في المجتمع. أما عايدة العمري (مختصة اجتماعية) فقالت: إن المنتدى سيشكل خطوة مهمة لتكريس مفهوم العمل الاجتماعي، وأشارت إلى أن المنظمين وفقوا في اختيار شعاره (كلنا منتجون)، معتبرة أنه ينسجم مع تطورات العصر الذي نعيشه ويسهم في زيادة الوعي بمفهوم العمل الاجتماعي والخيري ومفهوم الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص.