محمد بن أحمد آل عثمان مؤذن جامع المطرق في مدينة بللسمر شمالي أبها، يصدح منذ 33 عاما بصوته الذي اعتاد عليه أهالي القرية ونغماته وتفاصيل مخارجه الرنانة قبل كل صلاة طيلة الأعوام التي أمضاها مستأنسا بمكبر المسجد. وآل عثمان الذي ولد في ربوع قرية المطرق وتربى فيها وحفظ أجزاء من القرآن الكريم على أيدي معلميها، يبلغ من العمر الآن 75 عاما. يتحدث آل عثمان عن ذكرياته فيقول: الآذان في السابق كان يرفع دون استخدام «الميكروفون» في المسجد القديم المبني من الطين والحجر آنذاك في قرية المطرق، وكنت أرفع صوتي كي يصل لآخر بيت في القرية وأستمتع بذلك، كما أتذكر في ذلك الوقت كنا نوزع قبل موعد أذان المغرب في رمضان ما يسمى ب «الفِطرة» وهي عبارة عن حبات من التمر أو قطع من البر المخبوز في التنور، وكان التوزيع على أبناء القرية عند أبواب المساجد وهذا يعتبر من الصدقة. آل عثمان كان قد خلف والده في الآذان، حيث كان والده مؤذن مسجد القرية ثم انتقل إلى الإمامة وبقيا معا، ولكن والده توفي قبل حوالي عشرة أعوام وظل الابن يصدح بصوته معلنا دخول الفرائض الخمس يوميا. والعم محمد يروي أنه عمل في العسكرية عام 1379ه، وتحديدا في مرور العاصمة المقدسة وبقي فيه حوالي أربعة أعوام، ثمّ ترك الخدمة نظرا لظروف والده الصحية التي أجبرته على البقاء بالقرب منه حتى وفاته. وتظل في ذهنه بعض الذكريات العالقة والتي يقول عنها: من المواقف المحرجة أنه قبل عدة أعوام مضت وفي شهر رمضان آنذاك رفع الآذان قبل موعد الإفطار بثلث ساعة تقريبا، ما سبب له الحرج أمام أهالي القرية، وكان ذلك بسبب الأحوال الجوية حيث كانت السماء في ذلك الوقت ملبدة بالغيوم ما جعله يؤذن في غير الوقت المحدد. وإلى جانب كونه مؤذن مسجد القرية، إلا أن لديه هوايات وأعمالا أخرى، فهو يعشق رعاية الأغنام وهو الآن يتمتع بكامل صحته ويعيش بين أفراد أسرته المكونة من خمسة أبناء وابنتين، ثلاثة من الأبناء ضباط في الأمن العام ما بين عقيد ورائد ونقيب والبقية يعملون في التدريس.