أبرز احتفاء ثقافي فني في جدة ما يتعرض له القدس الشريف من اعتداءات إسرائيلية متكررة لطمس معالمه التاريخية والثقافية والاجتماعية، وذلك عبر القصيدة والمحاضرة والأغنية والفيلم الوثائقي والرقص الشعبي. الحفل الذي دعا إليه نادي جدة الأدبي بالتعاون مع القنصلية الفلسطينية تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، انطلق البارحة الأولى ويختتم اليوم على مسرح مركز الملك عبد العزيز في أبرق الرغامة بعنوان (القدس عاصمة للثقافة العربية 2009)، وتضمن الافتتاح كلمتين خطابيتين، الأولى لرئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبد المحسن القحطاني، والثانية للقنصل الفلسطيني الدكتور عماد شعث. واستهل القحطاني كلمته مثنيا على حضور عدد من القناصل المعتمدين في جدة، وخاطب الحضور قائلا: «أن نحتفي بالقدس فهي في الذاكرة دائما .. وما هذا الحضور إلا دليل على إننا لحمة واحدة، فقدسنا الذاكرة الجمعية والمكان المقدس والهم الأول لهذه الأمة، ولايمكن بحال من الأحوال أن تنسى الشعوب ذاكرتها أبدا». ولم تبق الكلمات الخطابية عنوانا للأمسية وتذكيرا للجرح الفلسطيني النازف باستمرار فقط، بل حضر الإنشاد والأفلام الوثائقية والفلكلورية والقصائد الشعرية وكان لها تأثير، سواء مباشر كقصائد أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبد الله العثيمين والشاعر عبد الرحمن بارود، أو قصائد مسجلة للشاعرين سميح القاسم ويحيى يخلف من رام الله. عذابات الفلسطينيين حضرت أيضا في نشيد (صباح الخير) للفنانة ميس شلش، والفيلم الوثائقي (يوميات من المسجد الأقصى وجواره)، أما ما ينشده وينتظره الفلسطينيون من حلم فجسده النشيد الجماعي المسجل (موطني)، والفلكلور الشعبي لأعضاء فرقة العودة الفنية الفلسطينية على المسرح. ويشارك التشكيليون السعوديون والفلسطينيون في الاحتفالية بعرض لوحات ترمز للبيئة الفلسطينية ورؤية الفنانين للواقع الذي تعيشه فلسطين، فيما أطلقت القنصلية معرضا للحرف والأزياء الفلسطينية مواكبة لأنشطة الاحتفالية. وتتواصل اليوم أنشطة الاحتفالية بثلاث محاضرات: (الثوب الفلسطيني يحكي حكاية) لإيمان الوزير، (المأثورات الشعبية الفلسطينية) للدكتورة لمياء باعشن، و(القدس الثقافي في الذاكرة العربية) للدكتورة أميرة كشغري، إضافة إلى نشيد أناديكم وقصائد شعرية منها قصيدة «بوابة الريح» مسجلة بصوت الشاعر محمد الثبيتي وألوان فلكلورية. وكانت الأنشطة قد تواصلت أمس بمحاضرات لكل من: الدكتور عبد الله مناع (القدس عاصمة للثقافة العربية: الفرح والمأساة!، (الرواية الفلسطينية) للروائي عبده خال، (القدس: حكاية شعب لم يمت وحق لن يضيع) للدكتور إبراهيم عباس، نشيد الغضب الساطع، وقصيدة «عابرون» للشاعر الراحل محمود درويش.