حملت الشؤون الصحية في محافظة الطائف البلدية مسؤولية دفن موتى انفلونزا الخنازير، ويأتي رد الصحة إثر رفض مغسلات في إدارة التجهيز غسل فتاة توفيت بالمرض بحجة انتقال العدوى، ما أدى إلى تأخر غسلها أربع ساعات واضطرت أسرتها إلى غسلها. وفي المقابل، أكد مسؤول في إدارة التجهيز التابعة لبلدية الطائف «أنه لم تصلهم أي ضوابط لغسل موتى مرض انفلونزا الخنازير، ولا حتى طرق الوقاية من المرض في مثل هذه الحالات، ما أدى إلى إحجام المغسلات أمس الأول عن غسل مريضة توفيت». وأضاف: لا نستطيع أن نلزم المغسلات ولا حتى المغسلين للقيام بهذا الدور، لأن الضرر قد يكون كبيرا عند انتقال العدوى، مطالبا «الصحة» بإصدار ضوابط تحدد طريقة التعامل مع الحالات التي تصل متوفاة خوفا من انتشار العدوى. وفي المقابل، أوضح ل «عكاظ» مصدر مسؤول في صحة الطائف أن الشؤون الصحية أرسلت فريقا من إدارة الطب الوقائي للوقوف على الحالة ومتابعتها. وطالب الأمانات والبلديات بإلزام مغاسل الموتى باستقبال متوفين انفلونزا الخنازير، مشيرا إلى أن «الصحة» أبلغت بلدية المحافظة بكافة التعليمات والاحتياطات التي يجب اتخاذها لغسل موتى انفلونزا الخنازير وتتحمل البلدية مسؤولية إيصالها إلى المغاسل. ولفت إلى أن فايروس هذا المرض لا يمكث أكثر من ثلاث ساعات بعد الوفاة كأقصى تقدير. وعلمت «عكاظ» من مصدر مطلع أن خمس حالات مماثلة لم يتم غسلها في ذات المغسلة، ودفنت بعد الاكتفاء بالتيمم. أفراد أسرة المتوفاة، وهي فتاة تبلغ من العمر (22 عاما) قالوا: إن العاملات هربن فور إطلاعهن على تقرير وفاتها حينما نقلت إلى المغسلة حوالي الساعة الرابعة عصرا. وظل جثمانها هناك حتى صلاة العشاء إلى أن اضطرت إحدى قريباتها إلى غسلها بحضور مشرفة. وحول طلب بعض ذوي المتوفين بانفلونزا الخنازير إخفاء سبب وفاتهم، قال المصدر إنه لا يمكن الاستجابة لهذا الطلب.. وعلى المستشفيات الالتزام بالتعليمات في هذا الشأن وإيضاح سبب الوفاة. ومن جهته، رأى الدكتور صالح بن سعد اللحيدان المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الأوسط أنه لا يحق للعاملين في المغاسل الامتناع عن غسل متوفين انفلونزا الخنازير، لأن هناك وسائل وقاية بالإمكان استخدامها. وأشار إلى أن غسل الميت فرض كفاية بالنسبة لعامة المسلمين، لكنه فرض عين على مغسلي المغاسل.